توفيت ضرّتها والشكوك حول الزوج.. هذا ما كشفته التحقيقات
في 24 شباط 2018، أدخلت وصال الزيات الى مستشفى بشامون التخصصي لإصابتها بكسر في الجمجمة ونزيف فيها وكانت بحالة اللاوعي. اشتبه حينها بزوجها السوري محمد السوادي أنّه هو من أقدم على ضربها.
وفي 14 آذار توفيت “وصال” فتقدّم والدها بدعوى ضد صهره “محمد” وزوجة الأخير الثانية “نافعة”، يتهمهما بقتل ابنته على خلفية شجار حصل بين “وصال” وبين ضرّتها، حيث أقدم الزوج على ضرب “وصال” على رأسها بآلة حادة فأُدخلت المستشفى وتوفيت فيها نتيجة الضرب.
وبالكشف على منزل المتهم الواقع في مزرعة في محلة الشويفات، تبيّن أن فيه غرفة لكلّ زوجة في الطابق الأرضي. وبالإستماع الى الزوج من قبل عناصر فصيلة الشويفات أفاد أنّه ليلة الحادث بات ليلته عند زوجته “وصال” وغادر غرفتها صباحاً ليتناول الفطور مع زوجته الثانية “نافعة”. وأنّه بعد تناول طعام الفطور، دخل غرفة “وصال” لتفقدها كونها كانت تنظّف غرفتها وتشطف الحمام، فوجدها واقعة على الأرض داخل الحمام وتتقيّأ، ولم تعلمه بوقوعها على رأسها وإنّما أخبرته أنّها تُعاني من ألم في معدتها. فوراً توجّه بها الى المستشفى فأعلموه بوجوب إخضاعها لعملية جراحية. وبسؤاله عن إقدامه على ضربها قال أنّه يضربها عادة إنّما ضرباً بسيطاً وكانت آخر مرّة ضربها فيها منذ شهر تقريباً وأنكر خلافه معها يوم الحادث.
أمّا “نافعة” فأفادت أنّها لم تسمع ايّ شجار بين زوجها وبين ضرّتها “وصال” يومها، وأنّها تفاجأت بما حصل حيث سارع زوجها لإحضار سيارة ونقل “وصال” الى المستشفى التي علمت أنّها تُعاني من ألم في معدتها.
والد المرحومة أفاد أن علاقة ابنته مع زوجها لم تكن مستقرّة وأنّها حضرت منذ شهر الى منزله وكانت تعرّضت للضرب على رأسها وأنه طلب من زوجها عدم ضرب ابنته مرّة أخرى.
الطبيب الشرعي ايلي سعادة الذي كشف على الضحية أفاد أنّ هناك ازرقاق بسيط على زندها الأيسر من الخارج وآخر بشكل عضّة على ساعدها الأيمن من الداخل، وأنّ الطبيب الجرّاح أفاده بعدم وجود آثار ضرب على الجمجمة ووجود كتلة دموية هي على الأرجح بسبب شكلة لديها في الشريان وبعد حصول ارتفاع في ضغط الرأس أدى الى النزيف.
أحيل المحضر فوراً الى مفرزة بعبدا فشرح الزوج أنّه لم يتعرّض لزوجته بالضرب وأنّ آخر مرة فعلها كان منذ شهر ولم يعد يتعرّض لها، وأضاف أنّه لدى ممارسته الجنس معها كان يعمد الى عضّها برضاها ما يُفسّر وجود تلك الكدمات أو الإزرقاق، مشيراً الى أنّ ابن خالته الشاهد “حسن.س” الذي حضر لشرب النرجيلة معه، دخل معه غرفة “وصال” وشاهدها ممددة على الأرض.
وأكدت “نافعة” أنّ شخصين حضرا لشرب النرجيلة مع زوجها وأنّ الأخير لم يخبرها أنّ “وصال” تنظّف الغرفة، إلا أنّه وبعد خروجه من غرفة المرحومة أخبرها زوجها أنّ “وصال” ممدّدة على الأرض، فدخلت معه الى غرفتها فشاهدت المياه في الحمام فعلمت أنّها كانت تقوم بتنظيفه، مشيرة الى أنّ “حسن” لم يدخل مع زوجها الى غرفة ضرّتها.
الشاهد الثاني “محمد.ش” الذي حضر لشرب القهوة والنرجيلة الى بيت المتهم، أكّد أنّه شاهد “وصال” وهي تنظّف غرفتها وتضع الأثاث خارجها، مشيراً الى انه لم يسمع صوت شجار وأنّه علم من “حسن” أنّ زوجة المتهم مريضة ويريد نقلها الى المستشفى.
وأفاد الطبيبان الشرعيان ميلاد عويدات والياس سعادة في تقريرهما أنّ الطبيب المعالج في العناية الفائقة أفادهما أنّ المرحومة كانت مصابة بجلطة رئويّة مع ارتفاع بالحرارة والتهابات حادة ما أدى الى تدهور حالتها ووفاتها، وأن الكسر الموجود في الجمجمة ناجم عن سقوطها أرضاً وارتطام الرأس بجسم صلب وأن سبب الوفاة هو الصدمة الأنتانيّة (choc septique).
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي ايلي الحلو أصدرت حكمها في القضيّة فاعتبرت أنّه لم يثبت للمحكمة من إفادات الشهود تعرّض المرحومة للضرب على رأسها، وأنّ إفادات الأطباء الشرعيين أكدوا أنّ سبب الوفاة هو الصدمة الأنتانيّة، وتأكيد الطبيب عصام المعوش أن لا علاقة لآثار الكدمات على الضحيّة بالنزيف الحاصل ولا وجود لكسر في الجمجمة، الأمر الذي يقتضي إعلان براءة المتهم محمد جاسم السوادي (مواليد 1989، سوري) وبحبسه فقط بجرم الإقامة في لبنان بطريقة غير شرعية وذلك لمدة شهرين.