وكشف أنه طلب من بوتين المشاركة في إدارة حقول النفط بدير الزور شمال شرقي سوريا بدلاً من “استغلال الإرهابيين” لها، وقال: “عرضت على بوتين أنه إذا قدم الدعم الاقتصادي فبإمكاننا إقامة البنية، ومن خلال النفط المستخرج هناك، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها”.
وأوضح أن بوتين يدرس العرض، مضيفا أنه يمكنه تقديم عرض مماثل للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتوصل الرئيسان التركي والروسي، خلال لقاء قمة عُقد في موسكو في 5 آذار/ مارس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، بعد تصعيد كبير شهدته المحافظة عقب هجومٍ شنّته قوات النظام السوري وحلفاؤها للسيطرة على الطرق الرئيسة، وتحوّل إلى مواجهة مباشرة مع وحدات من الجيش التركي، بعد تعرّض الأخيرة لهجوم أدى إلى مقتل 33 عنصراً، وإثر ذلك أطلقت أنقرة عملية “درع الربيع” ضد قوات النظام السوري هناك.
وأثارت المواجهات بين النظام السوري والقوات التركية أزمات إنسانية في إدلب، حيث فرّ ما يقارب مليون مدني سوري إلى الشمال باتجاه الحدود التركية المغلقة، ما زاد الضغط على المخيمات المزدحمة في المنطقة الحدودية، التي شهدت مواجهات بين المهاجرين والقوات اليونانية إثر فتح أنقرة الحدود أمامهم ما اعتبرتها أوروبا استغلالاً للقضية.
وأعلن أردوغان خلال حديثه على الطائرة، أن مدينة اسطنبول ستحتضن في 17 آذار/مارس قمة تركية أوروبية لبحث ملف طالبي اللجوء والتطورات الأخيرة في إدلب.
وأشار إلى أنه سيلتقي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إسطنبول الثلاثاء، طارحاً احتمال حضور رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
ورأى أردوغان أن “مسألة إدلب وسوريا واللاجئين تختبر إرادة وقيادة الاتحاد الأوروبي أكثر من تركيا”، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى القيام بمسؤولياته في الوقت الذي دفعت فيه تركيا ثمناً باهظاً لوقف إطلاق النار في إدلب وتوفير الأمن للمدنيين.
وقال: “القادة الأوروبيون يقرّون بأنّ تركيا قامت بواجباتها حيال اللاجئين بعد اتفاق 18 آذار/مارس (اتفاقية إعادة قبول المهاجرين) وأنهم تحركوا ببطء حيال هذا الأمر”.
وأشار إلى وجود عمل تركي أوروبي مشترك لتجاوز حالة البطء في تطبيق التزامات اتفاقية المهاجرين بين الجانبين، تحت إشراف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد، جوزيب بوريل، قائلاً: “نحن بانتظار قطف أولى ثمار العمل المشترك مع حلول القمة الأوروبية بتاريخ 26 آذار”.
وأكد أردوغان إمكانية بدء مرحلة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، وأنّ بلاده أقدمت وستقدم على خطوات كبيرة في هذا الصدد.
وإذ دعا اليونان الى فتح أبوابها لطالبي اللجوء، قال: “طالبو اللجوء لا ينوون الاستقرار في اليونان بل يعتزمون الذهاب لباقي بلدان أوروبا”، واصفاً تعامل اليونان مع طالبي اللجوء المحتشدين على حدودها بأنها “جريمة” و”سنحاسبها على ذلك”.
وفي رده على سؤال يتعلق بتناول وسائل إعلام روسية لمشاهد بروتوكولية روتينية أظهرت أردوغان وهو ينتظر لدقيقتين في الكرملين قبل أن يستقبله نظيره الروسي، قال أردوغان: “لا يمكن التضحية بالعلاقات التركية الروسية بسبب محاولات التضليل الإعلامي”.
وكان عدد من الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي تداولوا مقطع فيديو لأردوغان والوفد المرافق له، منتظرين أن يستقبلهم بوتين، خلال القمة التي جمعت الزعيمين في 5 آذار/مارس، في موسكو، حيث ظهر أردوغان منتظراً لفترة قبل أن يتحرك للجلوس وبدت عليه علامات الاستياء.