زار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، دمشق الإثنين وأجرى محادثات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن شويغو ناقش مع الأسد قضايا ضمان وقف مستقر للأعمال القتالية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، واستقرار الوضع في أجزاء أخرى من سوريا، فضلاً عن مختلف جوانب التعاون العسكري التقني في إطار معركة مشتركة ضد “الجماعات الإرهابية الدولية”.
بدورها أفادت رئاسة النظام السوري في بيان، أن محادثات الأسد وشويغو “تناولت الإتفاقات الروسية التركية” المبرمة في 5 أذار/مارس في موسكو، وما أسمتها “إنتهاكات التنظيمات الإرهابية المستمرة لها”.
وأوضحت أنه تم التركيز على آليات تنفيذ هذه الإتفاقيات المتضمنة “إبعاد الإرهابيين عن طريق حلب اللاذقية الدولي “أم4″ بعمق 6 كيلومترات بما يتيح إعادة العمل به”.
كما بحث الأسد وشويغو “الوضع في منطقة الجزيرة وإستمرار عملية السطو الأميركية على النفط والثروات السورية، والخطوات التي تتخذها الدولة السورية لإستعادة الأمن والإستقرار في مختلف المناطق السورية”، بحسب البيان.
في هذا الوقت أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا (حميميم) “أن قوات روسية وتركية قامت للمرة الثانية بتسيير دوريات مشتركة في مناطق خفض التوتر في إدلب بشمالي سوريا”.
وقال المركز في بيان أن “الدورية المشتركة كانت بمحيط الطريق الدولي إم4 الرابط بين حلب واللاذقية، لافتاً الى أنه” لضمان أمن المشاركين في الدورية تم تقليص مسار الدورية”. وكشف أن”تركيا تعهدت بتصفية الجماعات المتطرفة التي تعيق سير الدوريات المشتركة مع روسيا في إدلب”.
في المقابل ثبتت القوات التركية نقاطاً عسكرية خلال اليومين الماضيين بمناطق قريبة من الطريق الدولي “إم4”.
وحصلت الدورية الثانية فيما تستمر الاعتصامات على الطريق الدولي في منطقة النيرب، رفضاَ للاتفاق وتسيير الدوريات الروسية. وقامت أطراف غير معروفة بحفر الطريق لمنع عبور أي رتل في المنطقة.
يأتي ذلك مع استمرار قوات النظام والميلشيات الرديفة بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة لمناطق كفرنبل ومعرة حرمة والدار الكبيرة بريف إدلب الجنوبي، كما نفذت قصفاً صاروخياً مستهدفة أماكن في الفطيرة بجبل الزاوية، والسرمانية والزيارة بسهل الغاب شمال غرب حماة وسط تخوف من الفصائل المعارضة بشن هجوم واسع ومفاجئ عليها.
في غضون ذلك، رأى وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو أن محافظة إدلب تحولت إلى “قطاع غزة جديد”.
وقال لصحيفة “الفاينانشيال تايمز” البريطانية، إن “منطقة خفض التصعيد تعرضت لهجمات مكثفة من قبل نظام الأسد المدعوم من روسيا وإيران، وأن معطيات الأمم المتحدة أشارت إلى مقتل أكثر من ألف و700 شخصاً في منطقة خفض التصعيد منذ أيار/مايو من العام الماضي”.
وأكد أوغلو أنه “إذا لم نستطع منع هذه الكوارث في مصدرها فالكل سيعاني”، موضحاً أنه “بعد 9 سنوات من بدء الصراع في سوريا، تحولت إدلب إلى قطاع غزة جديد، حيث ترك نحو 3.5 مليون شخص يواجهون مصيرهم”.