
ولم يكن عابراً أن تسير محاولات لبنان تفادي الأسوأ بملاقاة التَمدُّد الداخلي للفيروس المُرْعِب الذي يفترس الكرة الأرضية ويُسْقِطُ الدفاعات الصحية لدولٍ كبرى، جنباً إلى جنب مع ملفاتٍ محلية لطالما انزلقتْ إلى زواريب السياسة ومحاصصاتها فكيف في مرحلةٍ تحمل مؤشراتِ وجهٍ جديد، مالياً ونقدياً واقتصادياً، للبنان ما بعد “كوفيد – 19” الذي صبّ الزيت على نار الانهيار المالي.
واستوقفتْ أوساطاً سياسية في هذا الإطار، ملامح انتقال لبنان إلى أعلى درجات التأهّب على جبهة “كورونا” عشية انطلاق مسار العودة المُمَرْحَلةِ للراغبين من الخارج والذي يشكّل امتحاناً لمدى جدية الضوابط التي وضعتْها الحكومةُ لعودةٍ آمنة لا تتحوّل لغماً ينفجر في الداخل الذي يُصارِع أصلاً لتأخير مرحلة الذروة بانتشار الفيروس.
وفي حين تُدشَّن رحلات العودة اليوم عبر شركة “ميدل ايست” بأربع طائرات من الرياض ثم أبوظبي فلاغوس وبعدها ابيدجان، بدا جلياً تَهَيُّب هذه العملية التي كان مقرَّراً أن تشتمل على مرحلتيْن وبات مصير الثانية يرتبط بحجم الإصابات التي ستظْهر في صفوف الدفعة الأولى من العائدين وإمكان استيعاب النظام الصحي أعداد إضافية فيما عدّاد حالات الداخل يمْضي بالارتفاع رغم شحّ الفحوص اليومية التي تُجرى حيث سجّل أمس زيادة بـ12 إصابة رسا معها الرقم الإجمالي على 520 مع 17 وفاة.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.