وتولّى كوثراني، وهو من بلدة كوثرية السيّاد في جنوب لبنان، ملفّ العراق لدى حزب الله اللبناني بالتنسيق مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي اغتاله الأميركيون مطلع هذه السنة بُعيد مغادرته مطار بغداد.
وكان لافتا ما تردّد في البداية مِنْ أنّ كوثراني كان برفقة سليماني لحظة اغتياله نظرا إلى أنّه من أقرب مساعديه، لكنّه تبيّن لاحقا أن من قُتل مع قائد فيلق القدس في الحرس الإيراني كان أبومهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي في العراق الذي كان أيضا من بين مساعدي سليماني.
وأوضحت المصادر السياسية العربية أنّ التركيز الأميركي على كوثراني مجدّدا يعكس وجود سياسة جديدة لدى واشنطن.
وقالت إنّ هذه السياسة تقوم على الربط بين مختلف الأذرع الإيرانية في المنطقة من خلال ولادة قناعة بأنّ حزب الله في لبنان وكتائب حزب الله في العراق هما جسم واحد في خدمة الحرس الثوري في إيران.
وربطت المصادر ذاتها بين الاستهداف الأميركي لكوثراني ومحاولة مصطفى الكاظمي تشكيل حكومة عراقية جديدة في ضوء اعتذار عدنان الزرفي عن عدم قدرته على تشكيل مثل هذه الحكومة بسبب ضغوط مارستها عليه فصائل وأحزاب عراقية موالية لإيران.
وذكرت أن الهدف الأميركي توجيه رسالة إلى كل السياسيين العراقيين، بما في ذلك التشديد على أنّ هذه السياسة الهجومية لم تتوقفْ ولن تتوقفَ بمجرد الانتهاء من قاسم سليماني.
وقالت إن فحوى الرسالة أنّ الوضع العراقي تحت المراقبة الأميركية وأنّ إيران ليست اللاعب الوحيد في العراق. وأضافت أنّ واشنطن تريد التأكيد أيضا على أنهّا ما زالت تعتمد سياسة تركّز بشكل خاص على التخلّص من الرموز الإيرانية في العراق أو تحييدها.
وأفادت بأنّ هناك وعيا أميركيا بما يمثّله التعاون بين حزب الله في لبنان وكتائب حزب الله في العراق وبضرورة الحدّ من النفوذ الإيراني في العراق، ما يسمح للكاظمي بتشكيل حكومة تأخذ في الاعتبار مصالح العراق قبل مصالح إيران في العراق.