ولا يزال اللبنانيون في بلاد الانتشار يترقّبون موعد عودتهم الى الوطن، وأكد سفير لبنان في كولومبيا ـ بوغوتا، والمعتمد ايضا لدى بنما والبيرو، آرا خجاطوريان لـ”نداء الوطن” ان لوائح السفارة “حملت اسماء 16 لبنانياً من كولومبيا، يرغبون بالعودة الى لبنان في ظل ازمة فيروس “كورونا”، اما في بنما، حيث يقارب عدد ابناء الجالية الـ4000، فسجل نحو 40 لبنانياً اسماءهم للعودة، وهؤلاء قريبون جداً من لبنان، يتابعون سير الأوضاع فيه، وأبدوا رغبتهم بالعودة، فور علمهم بأن السلطات اللبنانية قرّرت اجلاء رعاياها من الخارج، علماً ان كولومبيا تُعتبر بلداً متقدماً على كل الاصعدة، وتتميز برعاية صحية ونظام استشفائي لافت، وهمّها الاساسي من بداية أزمة تفشي “كورونا” الحفاظ على القطاع الصحي واحتواء عدد الاصابات. والحكومة الكولومبية كانت من اوائل الحكومات التي اتخذت اجراءات لمواجهة الفيروس قبل ان يتفشى الوباء، وأجرت اختباراً اولياً قبل ان تعلن حالة الطوارئ، بحيث طلبت في منتضف شهر آذار الفائت من الجميع، ملازمة منازلهم يومي السبت والاحد، وأثمرت هذه التجربة، بحيث لاقت تجاوباً تاماً. من هنا تأتي النسبة المتدنية لعدد الراغبين بالعودة الى لبنان، أضف الى ذلك بُعد المسافة، ومن سجّل اسمه ليعود، فعل ذلك من شدّة حماسه، لكي يكون مع عائلته”.
واشار السفير خجاطوريان الى ان “التواصل بين السفارة ووزارة الخارجية شبه يومي من خلال التعاميم والتوجيهات والارشادات، مع التشديد على ضرورة تطابق اللوائح التي تصلها واللوائح المرسلة اليها. وتحدث عن وجود نحو 2200 إصابة بالفيروس في كولومبيا من اصل 50 مليون نسمة”، مؤكدا ان “السفارة لم تتبلّغ عن اي اصابة في صفوف ابناء الجالية”، ولفت الى انها على تواصل دائم مع عدد كبير من اللبنانيين من خلال القناصل الفخريين، وعلى اتصال مع عدد من الاطباء اللبنانيين في كولومبيا بهدف الجهوزية، في حال احتاج اعضاء من الجالية الى اي مساعدة”.
واكد السفير خجاطوريان “ان الإجراءات التي تقوم بها الدولة اللبنانية في مواجهة الوباء وصلت اصداؤها الى ابناء الجالية في كولومبيا، ولاقت استحسانهم وباتت عملاً يُحتذى به، فتحمّس البعض، على الرغم من الرعاية الصحية الجيدة في كولومبيا، للعودة الى لبنان”.
واذ اوضح “ان لا فروع للمصارف اللبنانية في كولومبيا”، أشار الى ان “لبنانيي كولومبيا قلقون على مدّخراتهم في المصارف اللبنانية، والبعض منهم يتّصل بي للاستفسارعمّا يجري في القطاع المصرفي في لبنان”.
وشدد السفير على “ان اللبنانيين المنتشرين يحملون لبنان في قلوبهم ويفاخرون بأصولهم اللبنانية، حتى لو انهم لا يجيدون اللغة العربية. وتحدث عن ارتفاع نسبة الزيارات الى لبنان في السنوات الاخيرة. وأوضح ان السفارة تعمل على ملف استعادة الجنسية مع ممثلي المؤسسة المارونية للانتشار في كولومبيا”.
وكشف السفير اخيراً ان “الوجود اللبناني في كولومبيا قديم جداً، ويعود لأكثر من مئة سنة، وقد وصل اللبنانيون إلى كولومبيا منذ أواخر القرن التاسع عشر، وعدد ابناء الجالية اللبنانية يقارب الـ 350 الفاً، اندمج معظمهم في المجتمع الكولومبي، ويحتلّ اللبنانيون مناصب مهمة في البلاد، علماً ان رئيس الجمهورية الكولومبية الأسبق خوليو سيزار طربيه، كان من أصل لبناني، وحالياً هناك 23 نائباً من اصل لبناني في الكونغريس الكولومبي، بالاضافة الى رئيس البرلمان، كذلك رؤساء بلديات ورؤساء ولايات عدة هم من اصول لبنانية، كذلك فإن آلاف الشركات الكولومبية، أسسها مواطنون لبنانيون ومتحدّرون من أصل لبناني”.