توقف لقاء أبناء الجبل أمام التجاذبات الحاصلة على مواقع التواصل الاجتماعي بين بعض المتطاولين على وحدة الجبل ونموذج العيش الواحد والمصالحة التاريخية بين أبنائه والتي أرساها غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وكرّسها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والمشايخ الموحدين الدروز. واثنى اللقاء على دعوات التهدئة التي أطلقها كلٌّ من صاحبَي السيادة المطران العمّار والمطران الحداد، وبلدية دير القمر ومفوضية الإعلام في الحزب التقدُّمي الاشتراكي وسواهم.
وأهاب اللقاء بجميع المشكِّكين بالمصالحة التاريخية ، والعابثين برسالة الجبل وبلبنان الرسالة، التوقف عن تأجيج الأحقاد والدفع باتجاه التوتُّر بين أبناء المنطقة الواحدة، وهو ما يدينه اللقاء ويستنكره ويدعو إلى وضع حدٍّ لهؤلاء المشاغبين من قِبل العقلاء والمسؤولين ومجتمع الجبل الواعي والحريص على المصالحة والوحدة.
وتابع: إنَّ لقاء أبناء الجبل كان وما يزال عاملاً على حماية الأمانة التاريخية مع القيِّمين على مصالحة الجبل وجميع المعنيين بها من رجال دين ومثقفين وناشطين، من خلال اللقاءات الحواريّة التي عقدها في أكثرَ من بلدة ومؤسسة، وبناءً على القسم التاريخي الذي أطلقه في وثيقة بلدة عبيه ووقَّع عليها المئات من وجوه الجبل الاجتماعية والروحية والثقافية من جميع المذاهب والمشارب.
وأضاف: إنَّ هذا اللقاء الجامع إذ يكرِّر استنكاره الاعتداء على كرامة الجبل ووحدته وصيغة العيش الواحد المشترك فيه، فإنه يدعو إلى تجاوز الإساءات وعدم الانجراف في مسار تزكية الفتنة والتنكُّر لأمانة المصالحة التي أُرسيت مداميكها على أرضٍ صلبة متينة من المحبة والتسامح والغفران والشراكة الوطنية.
وختم بالقول: لن نرضى أن يكون الجبل إلَّا قاعدة المواطَنة الصالحة وأساسَ البناء السليم للوطن كلِّه، سائلين أبناءنا وإخواننا جميعاً العودة إلى الضمائر، وإيقاظ مشاعر الأصالة الجبلية والوطنية فيهم، وتغليب دوافع التلاقي عندهم على أي دوافعَ أخرى، لنستحقَّ معاً هذا الوطن الذي هو نعمة سماوية وهبنا إيَّاها الخالق تعالى، والتي تتطلَّب منَّا الوعي والحكمة والمحبة لكي نرعاها ونصونها، ونحن مجنَّدون لأجل ذلك بإذن الله.
