بثّت قناة “بي بي سي” تقريراً مصوَراً عن الضربة المزدوجة التي استهدفت سوقاً شعبياً في بلدة معرة النعمان في ادلب وأدت الى مقتل 34 شخصاً واوقعت مئات الجرحى بتاريخ 22 تموز/يوليو عام 2019.
وعادت “بي بي سي” في تقريرها إلى أشرطة سجلت بعد الغارة لتحديد الموقع المدمّر، كما أجرت مقابلات مع سكان شهدوا على الضربة واستطاعت مع متتبعي الطائرات المحليين تحديد أن الفارق الزمني بين الضربة الأولى والضربة الثانية هو ربع ساعة وهذا ما يسمى عسكرياً بالضربة المزدوجة التي تهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من الناس.
ولفتت “بي بي سي”، إلى أن الضربة الجوية استهدفت سوقاً شعبياً مدنياً في المدينة لا يوجد فيه مراكز عسكرية أو أي تواجد عسكري للفصائل المعارضة التي كانت تسيطر على المدينة في ذلك الوقت.
واستشهد التقرير بمتتبعي الطائرات الحربية ليحدد أوقات انطلاق الطائرات الحربية الروسية من قاعدة حميميم كما عادت إلى بيانات الطائرات في وقتها لتؤكد رصد طائرتين حربييتين انطلقتا من القاعدة الجوية تقريباً في وقت الضربة.
ولفتت الى أنه بعد الحادث بأسبوع نفت موسكو أن تكون المنطقة قد تعرضت لأي ضربة جوية او أي هجوم من الأساس، وعرضت وزارة الدفاع الروسية مشاهد تظهر أن السوق في معرّة النعمان سليم وغير مدمَر، ولكن المحطة البريطانية تمكنّت من تحديد أن المشاهد تتعلَق بسوق الهال للبيع بالجملة وهو يقع على بعد 350 متراً من الموقع المستهدف بالضربة المزدوجة في المعرة.
كما درست المشاهد الأخرى التي عرضتها وزارة الدفاع الروسية، والتي ظهر فيها السوق يضج بالحيوية والنشاط لتبيّن أن هذا السوق هو ذاته أي سوق الهال، وليس السوق التجاري المستهدف، لافتة إلى أن وزارة الدفاع الروسية رفضت الإجابة على أسئلتها.
في غضون ذلك، استنكرت صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية عدم فتح السلطات الروسية تحقيقاً بحق مرتكبي جريمة قتل وتعذيب سوري عام 2017 في حقل الشاعر للغاز، داعيةً للمساعدة بكشف هوية شخص ظهر في الصور التي وثَّقت التمثيل بجثة المغدور.
وقالت الصحيفة في تقرير: “مكتب المدعي العام الروسي ولجنة التحقيق الروسية، حتى الآن، لم يبديا أيّ اهتمام بالتسجيل الذي وثَّق الجريمة رغم تأكيد الزمان والمكان والكشف عن هوية أحد الأفراد الذين شاركوا فيها”.
وأوضحت أنها تمكنت من إزالة الشكوك حول أحد مرتكبي الجريمة بعد حصولها على بيانات جديدة، وهو ستانيسلاف ديتشكو من مواليد عام 1990، وعمل موظفاً في شرطة ستافروبول في وقت سابق.
وأردفت أن ديتشكو عمل منذ 2016 في مجموعة “فاغنر” التابعة ل”طباخ بوتين” وذلك بعد أن تمّ فصله من وزارة الداخلية مباشرة، لافتة إلى أنه ما زال على قيد الحياة ومع ذلك فهو غير ملاحق.
ورجَّحت أن ضحايا الجريمة كانا اثنين على الأقل ولا تزال هوية الضحية الثانية مجهولة بالنسبة لها، موضحةً أن رأسه مرئي على الأرض في أحد المقاطع المصورة التي تمتلكها.
وتابعت أن المشاركين بعملية الإعدام يتراوح عددهم من خمسة إلى سبعة أشخاص (استناداً إلى الصور والفيديو)، مشيرةً إلى أن القتلة استمعوا حينها إلى أغنية ذات محتوى نازي.
يُشار إلى أن روسيا لم تفتح تحقيقاً بالحادثة رغم ادعاء المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف أنهم سيقومون بذلك.
وزعم “بيسكوف” في تصريحات سابقة أن “الكرملين” أصيب بالصدمة حيال الشريط المصور الآنف ذكره، كما اعتبر أن المشاهد التي تضمنته “مروعة”.
يُذكر أن الشخص الذي ظهر وهو يُعَذَّب وتُقطَّع أعضاؤه من قِبَل الجنود الروس في حقل شاعر النفطي شرق حمص، هو شاب سوري يدعى محمد اسماعيل العبد الله من أبناء محافظة دير الزور، جاء إلى سوريا قادماً من لبنان عام 2017 واعتقله نظام الأسد واقتاده إلى الخدمة الإلزامية في صفوفه، وقُتِل على يد المرتزقة الروس إثر تعذيبه على خلفية محاولة انشقاقه.