‘حزب الجياع’.. هم الغالبون

28 أبريل 2020
‘حزب الجياع’.. هم الغالبون

كتبت مرلين وهبة في صحيفة “الجمهورية” تحت عنوان ” الثوّار: “حزب الجياع”.. هم الغالبون”: ” من واكب “العودة” المؤلمة للثوار أمس لتأكّد بأمّ العين من انّ الجوع قادر على خرق المحظورات وقرارات الاحزاب كافة و”التعبئة العامة”، وحتى خطر “كورونا”، ويبدو انّه سيكون شعار المرحلة المقبلة للثوار والثورة. ومن شاهد الثائر الذي بكى بحسرة جوعه امس، مفترشاً الشارع، تأثر بشهادته جميع الثوار الذين تكاثروا في وقت قصير، وخصوصاً حين كشف أنّ ابنه لم يذق الطعام منذ خمسة ايام، ما طرح السؤال: كيف يمكن الاجهزة الامنية ان تردع ثورة هذا الوالد؟ وكيف يمكن الاحزاب او أي طرف آخر الطلب منه التريث؟ وهل يمكن الطلب من الجياع انتظار ضوء أخضر للتحرّك والتظاهر أو الثورة؟

فما رأيناه وسمعناه امس من شهادات حيّة مؤثرة مع عودة الثوار الى الشارع، كان مؤلماً ويُنبئ بالاسوأ. لكن ما لم نعلمه من شهادات بحسب شهود عيان عن حالات الفقر التي تجتاح لبنان وتتخطّى الخيال، مؤلمة أكثر بحسب تعبير هؤلاء.
في الموازاة، راقبت الاحزاب امس من منظارها تحرّكات الشارع، فأقرّ البعض ممن تواصلنا معها، بقدرة الحالة المعيشية او حالة الجوع على الاطاحة بأقوى القرارات، حزبية كانت ام رسمية صادرة عن الحكومة. وليس خرق الثوار لقرار التعبئة العامة بعودتهم الى الشارع، سوى الدليل الساطع.
“القوات اللبنانية”
هذا ما لفت اليه عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص، مؤكّداً “أنّ الجوع يطاول الجميع. والمفروض ان يكون المحرّك الاساس لكل التحرّكات الشعبية “، ومشيراً الى “انّ هناك مجموعة كبيرة من اللبنانيين يتحرّكون في إطار الثورة بالمفهوم “القواتي”، أي ثورة غير طائفية وعابرة للمناطق. وانّ هناك مجموعة اخرى هي مجموعة الأفرقاء السياسيين، اي أنّ كل حزب سياسي وكل طائفة لديها جمهورها المرتبط بها، وهؤلاء مؤمنون بها اكثر من جدوى الثورة”.
حسب عقيص، هناك شارعان اساسيان اليوم على الارض: الثورة بمفهومها الطبيعي والمعروف والمبرّر والمشروع، وهناك جمهور الاحزاب مجتمعة، ولكن المفارقة بين هذين الجمهورين هو جمهور “القوات اللبنانية” الذي يؤمن بمبادئ “القوات” وإيديولوجيتها وتاريخها وعقيدتها، وفي الوقت نفسه هو مع الثورة النظيفة التي تمثل وجع الناس ويؤيّدها. ويعتبر عقيص “ان ليس هناك تمييز بين هذا الشارع وحزب “القوات اللبنانية”.
عن معارضة قرارات الحزب يجازف عقيص مُقرّاً: “أنّ البعض من جمهور “القوات” قد يعارض قرارات الحزب اذا لم تتمّ دعوته للنزول الى الشارع وقد ينزل، والامانة تقتضي الإعتراف بالكشف عن الحقيقة التي يعرفها النائب”. ولكن عقيص يرى في الوقت نفسه “انّ هذا البعض يُبقي على ايمانه بالحزب وبعقيدته، ولكنه ينزل الى الشارع لأنّ الجوع اصبح اكبر من كل العقائد وكل الاحزاب”.
“كورونا” لبنان
ولفت عقيص الى “انّ الكورونا في لبنان لن تُذكر في التاريخ كحدث في حدِ ذاته، بل كفاصل زمني لثورة ما قبل كورونا وما بعدها. وإنّ حركة الثورة ما بعد كورونا، وفي ظلّ تفاقم الازمة الاقتصادية والمالية والنقدية، ستتخذ اشكالاً كثيرة، يأمل ان لا تُحدث تضارباً بين اجندات لأفرقاء يسخرّون ثورة الشعب على الارض لتصفية حسابات سياسية، في موازاة حركة الناس ووجعهم. وما لا يُعلم، مدى صلابة الثورة وما اذا تمكنت من خلق قيادة لها او كانت واعية بما فيه الكفاية للمحافظة على استقلاليتها. فلا تكون حصان طروادة لتصفية حسابات سياسية”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.