من الواضح انّ المنطقة دخلت في ستاتيكو بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية في الخريف المقبل، فلا واشنطن في وارد دفع ملفات منطقة الشرق الأوسط قُدماً، ولا طهران في وارد الدخول في تسوية مع واشنطن قبل معرفة هوية الرئيس الأميركي الجديد، وذلك في ظل رهان إيراني على عدم التجديد للرئيس دونالد ترامب لولاية ثانية على خلفية الأزمة الصحية التي اجتاحت أميركا، ولكن كل الاستطلاعات ما زالت تعطي ترامب أرجحية الفوز لا سيما في غياب منافس جدّي له.
وبانتظار الانتخابات الأميركية ستبقى كل ملفات المنطقة مجمّدة. وتشير المعلومات الى أنه في حال أعيد انتخاب ترامب فإنه سيضع منطقة الشرق الأوسط كأولوية على أجندة إدارته الجديدة، بدءاً من طهران التي ستجد نفسها ملزمة بالتسليم بالشروط الأميركية وتغيير دورها وتحديده كمدخل لإعادة إعمار إيران وسوريا واليمن وليبيا، كما إعادة إحياء “صفقة القرن” بعد إدخال التعديلات التي تزيل الاعتراض الفلسطيني، واستطراداً العربي، عليها.
ولكن الجمود على خط ترتيب أوضاع المنطقة لا يعني استبعاد التطورات العسكرية، إن على المستوى الأميركي بضربات خاطفة ونوعية في حال استُهدِفت القواعد الأميركية في المنطقة، الأمر الذي باتت تدركه طهران جيداً، وهذا ما يفسِّر وقفها للأعمال الأمنية بعد اغتيال قاسم سليماني، أو على المستوى الإسرائيلي الذي حوّل سوريا إلى مركز لعملياته الحربية ضد القواعد الإيرانية وقواعد “حزب الله” مع عدم استبعاد توسيع تل أبيب إطار عملياتها العسكرية مُستغلّة انشغال واشنطن بانتخاباتها الرئاسية، وهنا بالذات تكمن أهمية ألّا يمنحها الحزب الذريعة لاستهداف لبنان.
وأتى قرار السلطات الألمانية بحظر «حزب الله» على أراضيها بعد تصنيفه “منظمة إرهابية”، ليؤشّر إلى اتّساع رقعة الحصار الدولي على الحزب، علماً انه من المهم التذكير بأنّ ألمانيا كان موقفها متمايزاً لفترة طويلة عن واشنطن، وأبقَت قنواتها مفتوحة مع طهران والضاحية، وقادت لفترة طويلة وساطات لمصلحة الحزب، وجاء قرارها الأخير ليؤكد على وجود تَوجّه دولي صارم بالإطباق الكامل على المحور الإيراني في سياق الضغوط المتواصلة لإلزام طهران بالشروط الدولية.