وأدلى إمام بتصريح قال فيه: “نحن في كنف سماحته سابقا حاضرا لاحقا، في هذا البيت العامر الذي تشهد جدرانه وكل ما فيه على قرارات كانت لا تصب إلا في مصلحة المسلمين والوطن عامة ومصلحة هذه المدينة، كل الأداء كان إبتغاء وجه الله تعالى وكان يتحرى فيه بأدق المعايير للمصلحة العامة وللجميع، للأوقاف ولدار الفتوى ولعموم أهل المدينة وللمسلمين وللمواطنين عامة بكل أطيافهم، لكنها سنة الحياة التي هي استمرار ولا نقول تسليم راية بل إستكمال على الراية نفسها. وكما قال النبي (صلعم) ان تركيبة المجتمع لا تقوم إلا بالمسؤولية حيث قال (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ولفظ الكل لا يستثني أحدا مهما كان موقعه في المجتمع”.
وأضاف: “لقد أرسى النبي (صلعم) لكل شخص ورجل وإمرأة الرعاية والمسؤولية التي هي الحد المشترك بين الناس في المجتمع، أما الموقع فهو الحد الذي يتنوع في طبيعة المجتمع وحاجته إلى التنوع في المهام والأصول والمسؤولية، لذلك عندما يشعر كل فرد انه راع وانه مسؤول مهما كان موقعه، فإن الحياة تنتظم وإن المجتمع يقوم على أحسن ما يكون من حفظ الأمانة ورعايتها”.
وتابع: “نحن إذا أردنا أن نشير إلى الحقبة السابقة، حقبة سماحة الدكتور مالك الشعار مفتي طرابلس والشمال، بل ربما لا أبالغ إذا قلت عمدة المفتين، كانت حقبة مشرقة ونيرة وعالية الأداء، تغلبت على صعوبات كثيرة وظروف ضاغطة وتقلبات على مختلف المستويات، وكنا سوية في كل المرافق في المجلس الإداري للأوقاف ودار الفتوى والعمل العام والإجتماعي، وكان التوجه واحدا، والإسلوب والتشاور وتبادل الرأي واحدا بكل أريحية وبكل ما يعرف الإنسان مما فتح الله عليه حتى تأتي النتيجة بإذن الله، وكذلك كانت النتيجة في محلها، والله عز وجل هو ولي التوفيق، ونسأل الله تعالى ان تكون معونته معنا دائما، فهو نعم المولى ونعم النصير، وان يكون توفيقه حليفا في كل شيء وان يزيد سماحته ويعطيه جزيل الأجر وعظيم الدرجات وان يتقبل عمله وان يجعل ما كسبناه منه وهو ليس بالقليل شعلة مضيئة في ما يأتي من الأيام التي نسأل الله تعالى ان تكون تحمل بوارق الأمل والانفراجات بإذن الله”.
من جهته قال الشعار: “الحمد كله لله تعالى الذي هيأ لي في هذه السنوات المباركة نخبة من أهل العلم والفضل، نعيش وإياهم في كنف الله تبارك وتعالى، كل منا يشد من أزر أخيه وكل منا يكمل ما بدأ به أخوه وكل منا يتم ويسد عمل الآخر، هذه النخبة المباركة التي أحييها من قلبي وكان في مقدمتهم سماحة أخي الشيخ محمد إمام الذي أكرم الله تعالى به مدينة طرابلس ليحمل راية الإفتاء بعد أن كان مؤتمنا على الفتوى وهو خير من يؤتمن عليها”.
وأضاف: “كل أو جل ما حققناه ينسب إلينا مجتمعين، وهذا كان أدعى إلى الإطمئنان لرجاحة أي عمل أو مشروع أو قرار، ولا أبالغ إذا ذكرت بأني كنت أعود إلى إخواني حتى في مواقفي وخطبي السياسية والوطنية المكتوبة والمقروءة وكنت اقوم بعرضها عليهم، وما خاب من استشار وكيف إذا كان المستشار أمثال هؤلاء المداميك الذين أنار الله عقولهم وقلوبهم”.
وتابع: “كانت فترة مليئة بالخير، ممتعة، مثمرة، معطاءة، سيذكر تاريخ المدينة يوما إشراقتها وخيراتها، ويعلم الله لا أذكر أنا إستضمنا أو إفترقنا على أمر إلتزم فيه كل واحد منا برأيه العكس تماما، كنا كاليدين تتمم الواحدة منهما الأخرى، وأنا أبارك لأخي سماحة الشيخ محمد إمام الذي أكرم الله به هذه المدينة والتي من خلالها أحمل لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية كل الشكر لحسن اختيار لهذا الخلف المبارك ولهذا الأخ الذي عرفت فيه كل الصدق وكل الأمانة وكل الهدوء والأناة، ولعل من أهم ميزات أخي سماحة الشيخ محمد إمام هذا الهدوء البالغ الذي يزيد الموقف رجاحة ووزنا، أستقبله في دارتي وهو في هذا المكان الذي كان يستقبل فيه دائما ولم يتقدم عليه أحد في دارتي منذ أن استلمت راية الإفتاء وسيبقى هكذا، وسنكون له ومعه مؤازرين ومعاونين لأن أمان المسؤولية أمانة في أعناقنا جميعا”.
وختم الشعار: “ليس هناك تقاعد عن العمل، لكن طبيعة المجتمع وسنة الله تعالى في الحياة هي ان تنتقل المسؤولية من الحسن إلى الأحسن، ولعل الفترة المقبلة تكون بإذن الله على هذا المستوى من الخير والفضيلة والتماني والكمال”.