كتبت صحيفة “الراي”: هل ينزلق لبنان إلى الفوضى الأمنية، فيلتحق خطرُ فقدانِ السيطرة على الشارع الملتهب أو محاولة توجيه “عصْفه” وفق مقتضيات اللحظة الاقليمية المتفجّرة بالأزمة “المثلثة الرأس” المالية – الاقتصادية – السياسية التي تقبض على البلاد منذ أشهر؟
سؤالٌ أطلّ برأسه من خلف دخان الحرائق والمواجهات التي اندلعتْ في بيروت وطرابلس في “الليل العصيب” (الجمعة – السبت)، من الاحتجاجاتِ الشعبية على وهج الارتفاع “الجنوني” لساعاتٍ في سعر صرف الدولار.
وتهيّبتْ أوساطٌ ديبلوماسية وسياسية، مشهدية التوترات المستجدّة في لبنان الذي يبدو أنه دَخَل في مدارِ “قانون قيصر”، مع بدء العدّ التنازلي لسريانه (بعد 3 أيام)، وتأثيراته التي يُراد أن تكون “مُزَلْزلةً” للأرض التي تقف عليها طهران وحلفاؤها في سوريا.
ورغم أحقيةِ الانتفاضةِ المتجدّدة بوجه الحكومة وانسحاقِ الليرة أمام الدولار ومعها الواقع المعيشي للبنانيين الذين بات 20 في المئة منهم يعيشون تحت خط الفقر المدقع (بأقل من خمسة دولارات يومياً) و40 في المئة منهم بمبلغ 8 دولارات في اليوم، فإنّ التباساتٍ عدة رافقتْ ما اعتبرتْه الأوساطُ السياسيةُ عبر “الراي” عملية “إغراقٍ” حصلتْ لـ”الثورة – 2″ ابتداءً من الخميس، من مناصرين لـ”حزب الله” و”أمل”، في اندفاعةٍ حملتْ هدفاً معلناً “اختبأ” خلف شعاراتٍ أريد منها “محو” صورة “السبت الأسود” (6 حزيران) بـ”سقْطاته” المذهبية والطائفية الفاقعة، لتصويب الغضب الساطع في الشارع من الواقع المالي – الاقتصادي – الاجتماعي نحو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عبر تحميله مسؤولية مجمل السياسات النقدية التي ساهمت في تعثُّر الدولة والأهمّ الارتفاع “بلا سقف” في سعر صرف الدولار بتقنينه ضخّ ما تبقى من احتياطي لديه بالدولار في السوق لدعم الليرة.
ورأتْ الأوساط نفسها أنه لا يمكن قراءةُ “الهبّةِ الساخنة” على أنها حركة خارج “رقعة شطرنج” اللحظة المفصلية في المواجهة الأميركية – الإيرانية والتي يُعتبر “قيصر”، بمفاعيله التي تصيب شظاياها النظام السوري والمتعاونين معه وحلفاؤه، مسرحاً جديداً لها قد يكون الأكثر إيلاماً، مشيرة إلى أن “حزب الله” لا يمكن أن يقارب المعطى النوعي الذي يشكّله هذا القانون إلا من ضمن الرؤية الاستراتيجية التي يتعاطى من خلالها مع الوضع في “بلاد الأرز”.