حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الانصياع للضغوط الأميركية والإسرائيلية، مجدداً استعداد طهران للتعاون معها في إطار الضوابط القانونية.
وقال روحاني خلال اجتماع الحكومة الأربعاء، إن الوكالة الدولية تتعرض لضغوط أميركية-إسرائيلية ل”نبش قبر” ملفات قديمة، تعود إلى قبل عشرين عاماً، وكانت قد أغلقتها هي بنفسها، وذلك بهدف حرفها عن مسارها الصحيح.
وكانت الوكالة الدولية تبنت قراراً قدمته ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، يدعو رسمياً إيران للسماح بتفتيش موقعين يشتبه بقيامهما بأنشطة نووية غير معلنة في الماضي.
وندّد روحاني بالدول الأوروبية الثلاث الموقعة للاتفاق النووي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لتقديمها مشروع القرار و”تلطيخ سمعتها بلا سبب” بالتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال: “لم نتوقع ذلك من الأوروبيين”، مضيفاً أنهم “لم يعملوا بواجباتهم القانونية ولم يفوا بتعهداتهم تجاه إيران قبل وبعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، وحشروا أنفسهم من دون أي مبرر في الظروف الخاصة التي صنعها الكيان الصهيوني وأميركا”. وأشاد بالصين وروسيا الموقعتين للاتفاق، لرفضهما القرار.
وتطرق روحاني إلى دعوات التفاوض مع الولايات المتحدة قائلاً إن طهران ستكون منفتحة على إجراء محادثات مع واشنطن إذا اعتذرت عن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقدّمت تعويضاً لطهران.
وأضاف “إذا كان الأميركيون جادين في الدعوة للتفاوض ولا يكذبون فالطريق معبد وبدلا من كل هذه التصريحات عليهم الاعتذار والعودة إلى المقررات الدولية وحينها سيرون كيف ستتحرك إيران في إطار العدالة والإنصاف والقانون والمقررات الدولية”.
وتابع: “لكننا نعلم أن دعوات الحوار مع طهران ما هي إلا أقوال وأكاذيب.. واشنطن تطلق دعوات للتفاوض مع إيران لحل مشكلات داخلية وبسبب الانتخابات”.
ويأتي الموقف الإيراني في وقت تضغط واشنطن من أجل تمديد الحظر المفروض على الأسلحة لإيران. وسلّمت الولايات المتحدة لشركائها في مجلس الأمن، الاثنين، مشروع قرار يدين الهجمات التي وقعت عام 2019 في السعودية، والمنسوبة إلى إيران، ويقترح تمديد الحظر المفروض عليها، والذي ينتهي أجله في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
واتبعت إدارة ترامب نهج تصعيد الضغوط على إيران لجلبها إلى طاولة المفاوضات.
ويصر ترامب على أن هذا تكتيك تفاوضي، لكن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون إدعى في كتابه “في الغرفة حيث حدث كل شيء”، أنها سياسة تهدف بالفعل إلى تدمير النظام الإيراني.
وقال إن ترامب كان على وشك مقابلة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف في فرنسا، لكن بولتون هدّد بالاستقالة.
وينقل موقع “ناشونال انترست” الأميركي عن جاريت بلانك، وهو زميل بارز في مؤسسة “كارنيغي”، والذي أشرف على تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران (الاتفاق النووي) في وزارة الخارجية الأميركية قوله: “كان الموقف العام الإيراني: العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ونحن على استعداد للحديث عن أشياء أخرى أيضاً”. وأضاف “أعتقد أن هذه هي أذكى مسرحية للولايات المتحدة”.
وبحسب “ناشونال انترست” هناك سؤال واحد يبقى أساسياً: “هل يمكن للفائز في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر -سواء كان ترامب أو نائب الرئيس السابق جو بايدن- تجنب الانزلاقات التي حصلت في السنوات الثلاث الماضية؟. ويقول: “كانت خطة العمل الشاملة المشتركة أكثر الصفقات الأميركية-الإيرانية طموحاً حتى الآن، لكن لها نصيبها العادل من النقد”.
المستشار السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي ريتشارد غولدبرغ يرى أن الاتفاق النووي “وفّر ببساطة الشرعية لبرنامج نووي كان غير شرعي في صميمه”. ويضيف “أنا واثق من أن ترامب صادق في استعداده المعلن للتفاوض على اتفاقية تفكك إيران من خلالها قدراتها النووية والصاروخية، ولكن أيضاً من الواضح أن التفاوض مع أي شخص آخر غير المرشد هو مضيعة لوقته”.
ليس من الواضح ما إذا كان ترامب أو أي مسؤولين أميركيين آخرين قد التقوا ظريف بالفعل في فرنسا العام الماضي. وظل بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو وكبار المسؤولين الإسرائيليين قلقين من أن وزير الخزانة ستيف منوشين أو صهر ترامب، جاريد كوشنر قد التقوا ظريف من أجل “إنشاء قناة اتصال مستقبلية”.
لكن مستشاراً لبايدن قال إن “الولايات المتحدة ستعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، فقط إذا عادت إيران إليها. سياسة ترامب تجاه إيران كانت فشلاً ذريعاً”. وأضاف أنه “بطبيعة الحال، ستبقى جميع العقوبات مفروضة إلّا إذا عادت إيران إلى الالتزام الكامل”.