أبلغت عالمة فيروسات صينية شبكة فوكس نيوز أن رؤساءها في العمل حاولوا إسكاتها عندما تحدثت معهم عن وجود مرض معد ينتقل بين البشر في كانون الاول من العام الماضي، مؤكدة أن الحكومة الصينية حاولت التستر على حقيقة الفيروس المميت.
وقالت لي مينغ يان التي كانت تعمل لدى كلية الصحة العامة بجامعة هونغ كونغ، وتعتبر مختبرا مرجعيا لمنظمة الصحة العالمية، في المقابلة الحصرية مع المحطة التلفزيونية الأميركية إنها تعتقد أن السلطات الصينية كانت تعرف أن هناك فيروسا مميتا لكنها أحجمت عن الإعلان عنه لفترة.
وتأتي هذه المقابلة في ظل انتقادات أميركية وغربية للصين بشأن مسؤوليتها عن تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم وتسترها على المعلومات الخاصة به. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن حجب بكين معلومات سمح بانتشار الوباء حول العالم.
وشبه مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين طريقة تعامل الصين مع تفشي الوباء بإخفاء الاتحاد السوفيتي ما حدث من انصهار لقلب المفاعل النووي بمحطة تشيرنوبل عام 1986.
ولا يعرف على وجه اليقين مصدر الفيروس، فيما يشير الإجماع العلمي الواسع إلى أنه بدأ أصلا في الخفافيش. وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من قبل وجود “أدلة هائلة” على أن مصدره هو مختبر في مدينة ووهان.
وذكرت محطة فوكس نيوز في تقرير سابق أن الفيروس بدأ في مختبر ووهان في إطار جهود الصين لإظهار كفاءة جهودها لتحديد ومكافحة الفيروسات.
العالمة المتخصصة في الفيروسات والمناعة التي تحدثت مع القناة الأميركية انتقلت إلى الولايات المتحدة سرا بعد تعرضها لمضايقات قالت إن المشرفين عليها في هونغ كونغ والذين وصفتهم بأنهم من أهم خبراء المجال تجاهلوا بحثا كانت تقوم به مع بداية تفشي الوباء والذي تعتقد أنه “كان يمكن أن ينقذ أرواحا”.
وأشارت لي، إلى إنها واحدة من أوائل الباحثين الذين عملوا على هذا الفيروس، إلى أن أحد المشرفين عليها في الجامعة طلب منها دراسة حالات جديدة كانت تشبه حالات الفيروس المستجد، وكان ذلك في نهاية عام 2019 ومصدرها كان البر الصيني.
ومع رفض الحكومة الصينية قيام باحثين من خارج القطر بإجراء دراسات هناك، استعانت بأصدقاء لها عاملين في المجال داخل الصين، أحدهم عالم في “مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها” في الصين كان على علم مباشر بالحالات الجديدة، أبلغها يوم 31 ديسمبر عن عدوى فيروسية تنتقل بين البشر وكان ذلك قبل أن تقر الصين أو منظمة الصحة العالمية بحدوث ذلك.
وعندما أخبرت المشرف بذلك فقط “أومأ برأسه وطلب منها مواصلة العمل”، وبعد أيام قليلة (في التاسع من شباط 2020) أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا جاء فيه أنه “وفقا للصين، فإن الفيروس يسبب حالة مرضية شديدة لدى البعض لكنه لا ينتشر بسهولة”.
وقالت العالمة في المقابلة إن العلماء والأطباء الذين كانوا يناقشون علنا القضية تراجعت حماستهم فجأة، وهؤلاء الذين كانوا يعملون في ووهان، مركز تفشي المرض، توقفوا عن الحديث في الأمر.
ومع زيادة الحالات، تحققت العالمة من الأمر ووجدت أن العديد من المرضى لا يتم تشخيصهم وإعطاؤهم العلاج في الوقت المناسب، بينما لا يستطيع الأطباء ومسؤولو الرعاية الصحية الحديث عن ذلك.
وعندما أبلغت مشرفها مرة أخرى عن ذلك يوم 16 شباط، طلب منها “السكوت والحذر وعدم تجاوز الخطوط الحمراء” لأنه “سوف تحدث لنا متاعب وقد نختفي”.
وزعمت لي أيضا أن المدير الشريك للمختبر البروفيسور مالك بيريس كان يعرف أيضا حقيقة الأمر، لكنه لم يفعل أي شيء حيال ذلك.
ورغم شعورها بالإحباط إلا أن الأمر لم يكن مفاجئا لها، فهي تعلم “الفساد” المستشري في “المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية وحكومة الصين وللحزب الشيوعي الصيني”.
ومع ذلك، أرادت منع “انتشار هذه المعلومات المضللة إلى العالم”.
وقالت إنه كان من الأحرى على المختبر المتخصص في فيروسات الإنفلونزا والأوبئة والذي يعتبر مختبرا مرجعيا للمنظمة أن يبلغ العالم عن حقيقة ما يجري خاصة مع بدء انتشار الفيروس في بداية عام 2020.
فرت العالمة من هونغ كونع وتركت أحباءها رغم أنها عرضت نفسها لخطر الاعتقال والسجن وربما الاختفاء تماما لو كان قد تم ضبطها، بحسب المقابلة.
وتعيش الآن “مختبئة”، بحسب فوكس نيوز، وتشعر بالخوف على حياتها، وتقول إنها تتعرض للقرصنة وحملات تشويه لسمعتها من قبل الحكومة.
وقالت إن زوجها وهو أيضا عالم في المعمل ذاته رفض إقدامها على هذه الخطوة لأنها تنطوي على تعريض العائلة للخطر، لكنها قررت المضي قدما وسافرت من دونه، ووصلت لوس أنجلوس يوم 28 أبريل الماضي.
وعندما وصلت المطار أبلغت مسؤولي الهجرة أنها جاءت “لإخبار العالم بالحقيقة” وأنها لا تريد العودة إلى الصين، وبعد أن تم استجوابها من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) سمح لها بمواصلة رحلتها.
وقالت فوكس نيوز إن السلطات الصينية اقتحمت منزلها واستجوبت عائلتها، وأزالت جامعة هونغ كونغ صفحتها ومنعت وصولها إلى حساباتها في موقعها.
وتعلم عالمة الفيروسات أنها لن تستطيع العودة إلى وطنها الأم، وأنها ربما لن تلتقي أفراد عائلتها وأصدقائها مرة أخرى، لكنها تعتقد أن الأمر يستحق كل هذه التضحية.