على مستوى الجغرافيا قد يقوم “حزب الله” بعملية ثأرية من لبنان او من سوريا او من مزارع شبعا وقد فعل ذلك مراراً، لكن المهم اليوم والذي يترقبه الجيش الإسرائيلي هو طبيعة الرد ليس مكانه.
ترى المصادر ان إسرائيل سربت إلى وسائل إعلامها بعض توقعات واحتمالات رد الحزب، منها تنفيذ هجوم صاروخي على آلية عسكرية، ومنها القيام بعملية قنص على اعتبار ان الحزب يرغب هذه المرة في تأكيد تحقيق إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين وتوثيق ذلك.
لكن هناك احتمالاً اساسا لم تتحدث إسرائيل عنه بعد. فإذا كان “حزب الله” راغب فعلاً في توجيه ضربة رادعة لإسرائيل يكرس فيها قدرته على منعها من توجيه اي ضربة له مجدداً في سوريا وتكرس مسألة إمتلاكه أسلحة دقيقة كمخرج من البازار السياسي، فلماذا لا يستعمل الصواريخ الدقيقة في رده.
امس توقعت وسائل اعلام إسرائيلية ان يقوم “حزب الله” برد عبر صواريخ الكاتيوشا، لكن ماذا لو اطلق الحزب من لبنان او من سوريا صاروخا متوسط المدى ذات قدرة تدميرية عالية على مطار عسكري اسرائيلي؟ ان تفعيل منظومة القبة الحديدية في شمال فلسطين المحتلة يوحي بأن المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تضع هذا الإحتمال في الحسبان وإن لم تسرب الأمر إلى الإعلام.
لكن ماذا يحقق “حزب الله” في مثل هذا الرد؟ ترى المصادر ان الحزب ينفذ في مثل هذه الحالة نقلة نوعية على صعيد الردع وينتقل إلى مرحلة أخرى من التصعيد والحرب المفتوحة مع تل أبيب ويجعل من الأراضي المحتلة هدفاً مباحاً للرد. بمعنى ان هذا النوع من الردود وان أعاد قواعد الإشتباك إلى سابق عهدها في الشكل، غير انه في الواقع يكون قد كسر هذه القواعد لصالحه خصوصاً في حال لم ترد اسرائيل على هذا القصف.
في حساب التوازنات يكون الحزب قدد حقق توازنا استراتيجياً دقيقاً يفتح الباب أمام رد إيراني او سوري على اي استهداف في دمشق بإستهداف الأراضي المحتلة.
في المنطق يعمل الحزب عادة على القيام بردود فاعلة لكن من دون أن تستدعي رداً اسرائيلياً فهل يغير عادته هذه المرة؟