كتب شارل جبور في “الجمهورية”: تحاول السلطة السياسية، التي كانت في حالة عزلة عربية وغربية حتى لحظة وقوع الانفجار-الزلزال، ان تستثمر في هذا الانفجار عن طريق فك عزلتها من خلال التعاطف الدولي مع لبنان.
يعيش لبنان منذ فترة طويلة نسبياً في حصار دولي لأسباب عدة، إلّا انّ المُعلن منها، هو المعادلة التي يكثر تردادها، بأن لا مساعدات من دون إصلاحات، هذه الجملة السحرية او الديبلوماسية التي تُخفي ما تخفيه لناحية حقيقة الموقف الدولي، الذي وصل إلى قناعة واستنتاج مفادهما، انّ حزب الله يتنفّس من الدولة اللبنانية، ويستحيل قطع الأوكسيجين عن الحزب ما لم يُقطع عن الدولة. وهذا ما يفسِّر رفض الفريق الحاكم تطبيق الإصلاحات التي ستؤدي حكماً إلى تحجيم دور الحزب وتطويقه، فيما كل المؤشرات كانت تفيد انّ الحصار لن يُرفع عن لبنان ما لم يرفع الحزب يده عن الدولة. وبالتالي، الانزلاق إلى الانهيار الشامل لم يكن فرضية ولا ورقة تخويفية، إنما حقيقة فعلية، في ظلّ صراع دولي كبير لا رحمة فيه ولا أسباب تخفيفية.
وأقوى دليل على هذا الحصار، قبل الانفجار، انّ الأزمة المالية تزداد سوءاً وحدّة، ولا مساعدات في الأفق، وأصبح لبنان كالمريض الذي دخل في موت سريري، بانتظار الإعلان الرسمي لوفاته. ولم يتمكن رئيس الحكومة منذ تكليفه، من تحديد اي موعد مع دولة عربية أو غربية، ورئيس الجمهورية يعيش أساساً في عزلة دولية منذ فترة طويلة، وجاءت زيارة وزير الخارجية الفرنسية لتؤكّد المؤكّد، بأنّ المساعدات غير واردة إلّا وفق شروط محدّدة، الأمر الذي أخرج الرئيس دياب عن طوره، ضارباً بعرض الحائط الأعراف واللياقات الديبلوماسية.
وفي الوقت الذي كان يجب ان يشكّل فيه الانفجار-الزلزال إدانة للسلطة التي تتحمّل مسؤولية الفشل والإهمال، استفادت من صدمة الناس التي غابت عن الوعي السياسي في الساعات الأولى للكارثة بسبب هول المأساة، وحاولت السلطة ان تمتص اي نقمة بالكلام عن محاسبة، وتنفسّت الصعداء مع الخطوط العربية والغربية التي فتحت معها، فصحّت فيها مقولة “مصائب قوم عند قوم فوائد”. ولكن، هل صحيح انّ الانفجار فكّ الحصار الدولي عن الدولة؟
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا