وعلى الرغم من صعوبة تقدير ثروة حاكم إمبراطورية مالي، إلا أن بعض الخبراء توصلوا إلى أن مانسا موسى جمع ثروة تساوي حاليا 400 مليار دولار، ما يجعله الأكثر غنى في التاريخ.
هذه الإمبراطوية المنسية، امتدت إلى ما يعرف بغينيا حالياً وموريتانيا والسنغال والنيجر، وسمح موقعها الاستراتيجي حينها لحكامها، بجمع أموال طائلة من مرور القوافل وإعادة تصدير السكر والتوابل والذهب والعاج إلى المناطق الأوروبية والعربية.
جرى ذلك في وقت كانت أوروبا تعيش في قرونها الوسطى المظلمة، حيث سادت الحروب الأهلية، وانتشرت الأوبئة.
اعتلى موسى الأول عرش مالي في عام 1312 أو عام 1307، وفق رواية أخرى، وحصل على لقب مانسا، والذي يعني “الحاكم الأعلى”.
وقيل إن الرحالة والدبلوماسيين الذين زاروا مالي في تلك الأيام انبهروا بثروة عاصمتها تمبكتو، المدينة الرائعة التي شيد فيها موسى العديد من المساجد الفخمة، فيما تغلفت أسطح قصر الحاكم بالذهب الخالص.
تروى قصص خيالية عن رحلة موسى الأول للحج في عام 1324، ويقال في هذا الشأن إن اقتصادات المناطق التي مرت بها قافلته الضخمة على مسافة 6500 كيلو متر من قصره، لم تستطع تحمل التدفق الهائل غير المتوقع لكميات الذهب، ما تسبب في فوضى، وهبوط حاد في القدرة الشرائية للسكان.
اللافت أن مانسا موسى الأول، على الرغم من ثرائه الفاحش، إلا أنه كان سياسيا حكيما وبعيد النظر، وقد بلغت مالي ذروة تطورها الثقافي والاقتصادي في ظل حكمه، وسمح الاقتصاد الذي أسسه باستمرار الدولة لأكثر من اثني عشر عاما بعد وفاته في عام 1337.