وأضاف الجميل: “لا يمكنك المجادلة أو الحوار مع أشخاص يوجهون مسدسا الى رأسك، كما لا يمكنك أن تتفاوض مع محتجزي رهائن”.
وعن اسباب الاستقالة من مجلس النواب، قال الجميل: “بصفتي ممثل الدائرة التي تضررت بشدة من الانفجار، فقد اعتبرت أن من الضروري أن أكون على تواصل مع ناخبيَّ وأن تحدث الاستقالة صدمة سياسية في مواجهة الصدمة العاطفية. إضافة الى ذلك، فقد لاحظت بالفعل أننا، أي النواب، لا نستطيع أن نقول شيئًا أمام مؤسساتنا الرسمي ، الواقعة تحت سيطرة حزب الله. لا حق في الانتقاد أو الطعن، وليست لدينا أداة ديمقراطية للتحكم في أقوال وأفعال حكومتنا. لو كان لنا السلطة بممارسة سيطرة حقيقية على ما يجري في مرفأ بيروت لتلافينا هذه المأساة. ومع ذلك، لم يتثنى لنا ذلك”.
ورداً على سؤال هل يحمل “حزب الله” مسؤولية ما حصل في المرفأ في 4 آب، قال الجميل: “نتساءل من هي الجهة المستفيدة من نيترات الأمونيوم المخزنة منذ 7 سنوات في المرفأ؟ ثمة شبكات لحزب الله قبض عليها في المانيا وقبرص تستعمل هذه المادة في صنع المتفجرات، كما وأن الخبراء يؤكدون أن الكميات التي كانت أساسا مخزنة اكثريتها فقدت قبل الانفجار. فمن استفاد منها؟ بشكل مباشر أو غير مباشر، يبدو أن حزب الله هو الذي كان يمارس السيطرة على مرفأ بيروت”.
وعن رأيه في تعيين رئيس الحكومة الجديد قال: “الطريقة التي تم بها تعيينه هي بالفعل إشارة سيئة. حدث هذا في سرية تامة في القصر الرئاسي، قبل بدء زيارة الرئيس الفرنسي. تعيينه جاء نتيجة تسوية بين السنة وحزب الله. لقد اختاروا طوعا شخصية من دون كاريزما، من دون وزن سياسي، من دون سيرة ذاتية، وبالتالي، من دون قدرة على الاستقلالية”.
وأعرب الجميل عن أمله “في اعتماد مبدأ الحياد للنظام السياسي اللبناني حتى تصبح بلادنا حقيقة سويسرا الشرق الأوسط وإعادة بناء دولة ذات سيادة من دون تدخل من أي قوة أجنبية، لا اقليمية ولا ايرانية. و يجب أن يكون للبنان دولة محايدة داخل جامعة الدول العربية”.
ولفت الجميل الى أن “عدم إشارة الرئيس الفرنسي الى الحدود اللبنانية السورية التي أصبحت المعبر الرئيسي لعمليات التهريب هو عدم معرفة للموضوع، إذ إن حزب الله يعتبر أن إقفال تلك المعابر يفيد مصالح إسرائيل”.
وعن رأيه في الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي الذي تم أخيرا لفت الجميل الى “أن لبنان سيكون آخر من يوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل. ليس لأننا لا نريدها، ولكن لأننا الأضعف”. وأضاف: “من ناحية أخرى، إذا تم تصور أي اتفاق مع إسرائيل على مستوى جامعة الدول العربية، فسنشارك عبر جامعة الدول العربية”.
وأكد الجميل أنه “سيستمر في عمله السياسي لمنع انزلاق لبنان وتحوله الى ديكتاتورية على مثال سوريا أو جمهورية إسلامية على مثال إيران”.
وعما اذا كان اسم الجميل يفرض عليه أي واجبات، قال “إنه اسم ثقيل يجب تحمله، لكنني فخور بأن أحمل هذا الاسم. إنه يفرض علي مسؤوليات ومحاولة تحقيق حلم والدي الذي تمكن خلال 21 يوما من إرساء أسس دولة متينة ووحدة إسلامية مسيحية. كان يمثل أملا للبنانيين وما زال ثمة من يكتب في الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي: أين أنت بشير؟”.