فما يمكن استخلاصه بالتالي هو ان “الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زار لبنان وفي جعبته اسم الرئيس المكلف، وبيان وزاري مترجم وحائز سلفا على موافقة غالبية الاطراف”.
ولفت درباس، في حديث لـ “الأنباء” الى ان وراء موافقة غالبية النواب على التسوية امرين متلازمين لا ثالث لهما:
1 ـ عدم قدرة اي من الفرقاء الاساسيين على تحمل نتائج انفجار المرفأ، الذي اتى معبرا عن انهيار البنية اللبنانية اقتصاديا وماليا وسياسيا، اضافة الى فشل حكومة دياب، التي وعدت بالصعود الى القمر فتفشكلت بنفسها.
2 ـ العقوبات والعواقب التي لوح بها كل من الفرنسي والاميركي، وذلك بصريح كلام مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، معتبرا ان المؤسف في هذه التسوية هو ان اللبنانيين لا يتنازلون لبعضهم عن حبة الخردل، لكنهم عند تدخل الاجنبي في صراعاتهم، نراهم يتفقون على ما كان مستحيلا.
وردا على سؤال، لفت الى ان لبنان ملتقى الاديان وملاذ آمن للاقليات، وهو بالتالي شرفة راقية تحتاج الى قيادات راقية للجلوس عليها، لكننا اليوم نعيش الاستثناء وقد آن الاوان للخروج منه، لأن البديل عن العودة الى الرقي هو الانفجار الحتمي واحتراق المجتمع الدولي بنيرانه، فالعالم بأسره يحرص على بقاء لبنان صيغة مميزة وفريدة، الامر الذي من اجل ترسيخه لن يرضى بان يكون شرفة ايرانية، او حتى في ركب التبعية لأي من القوى الاقليمية او الدولية.
وعود على بدء، أكد درباس ان “ما يجري حاليا خلف الكواليس عملية خلط اوراق”، معربا بالتالي عن اعتقاده بأن “الرئيس المكلف مصطفى اديب سيزور بعبدا وفي جعبته تشكيلة حكومية من وزراء مستقلين واصحاب اختصاص للتفاهم عليها مع رئيس الجمهورية، حتى اذا ما باء التفاهم بالفشل، سيكون هناك حتما لائحة بديلة جاهزة للعرض”، معربا في المقابل عن يقينه بأن اي حكومة من مستقلين مطعمة بسياسيين لن تسلك طريقها لا الى جلسة الثقة ولا الى السرايا الكبير، فلا اديب ولا غيره يستطيع ان يتحمل نتائج هذا الخيار، وستكون سببا مباشرا لانتحار كل من سمى مصطفى اديب لرئاسة الحكومة، لأن اختيار اديب معادلة دولية مدعمة بالمال والقصاص في آن واحد، وبالتالي فرصة لبنانية لوقف الانهيار الاقتصادي والنقدي.
وختم درباس مؤكدا ان “الرئيس سعد الحريري لم يترجل عن صهوة حصانه، فاستقالته من رئاسة الحكومة استجابة لرغبة الثوار، إضافة الى أنه استشعر استحالة بقائه في الحكم، خصوصا بعد سقوط التسوية الرئاسية، ناهيك عن انه كان يستشرف قدوم الويلات على المستويين الاقتصادي والمالي، لكن ما ربحه الرئيس الحريري بنتيجة الاستقالة، هو ان خصومه اعترفوا بأهمية وجوده على رأس السلطة التنفيذية، وان لا غنى عنه في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ لبنان، خصوصا بعدما تبين أن حكومة دياب من تصميم متحف الشمع، وما خروج اسم مصطفى اديب رئيسا للحكومة من بيت الوسط، سوى اعتراف صريح من قبل الجهات الاربع، خصوم وحلفاء واصدقاء، بمرجعيته الوطنية اولا والسنية ثانيا”.