تمضي الايام ولبنان في غرفة الانعاش حيث يبدو غير قابل للشفاء.
اذ على رغم حضور العالم بأساطيله وبوارجه الى مرفئه في بيروت عاملا على رفع الدمار الهائل الذي خلفه تفجير الرابع من اب وطال الجزء الاكبر من العاصمة ومحيطها، عاد مرفقه البحري الى الاشتعال ثانية وثالثة في فترة زمنية وجيزة لا تتعدى الاسابيع، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول ما اذا كانت الجريمة التي يتعرض لها هذا المرفق الحيوي والمصدر الرئيسي للدخل اللبناني، الذي كان يعول على دوره في اعادة اعمار سوريا والعراق وحتى ليبيا من جهة وفي تشكيله البوابة الرئيسية لتصدير الثروات النفطية والغازية المخزونة في لبنان ودول الجوار من جهة ثانية، هي نتيجة الاهمال المزمن المستشري في مفاصل الدولة ومؤسساتها ام عمل تخريبي مقصود ومدفوع اليه من قبل الاعداء المتربصين بلبنان وفي مقدمهم اسرائيل التي لطالما سعت للعب مرفئها في حيفا هذا الدور سيما وهي على ابواب التطبيع مع العديد من الدول الخليجية والعربية، كما تعتبر مصادر سياسية في فريق السلطة.
وبعيدا من تلك النظريات تقول المصادر “مما لا شك فيه ان تعطيل مرفأ بيروت قد حرم لبنان من مورد دخله الاساسي وزاد الى ما يعانيه على هذا الصعيد من ازمات مالية ومعيشية خانقة ازمة اضافية انسحبت سلبا ليس على الخزينة العامة وحسب ، انما على العاملين في هذا المرفق الذين فقدوا مورد رزقهم في الايام الصعبة التي تشهدها البلاد حيث غالبية اللبنانيين عاطلين عن العمل .
كما ان الطامة الكبرى تكمن في تعطيل الدور المحوري لعمليات الترانزيت الذي كان يلعبه مرفأ بيروت سواء عبر التدمير الشامل الذي طاله في الرابع من اب ام في الحريق الذي اصابه امس حيث من البديهي ان تسأل الدول المصدّرة اليه عن سلامة بضائعها وامكانية استعادتها منه سالمة .
وتختم بالتأكيد ان الحرائق التي اصابت مرفأ بيروت، سواء كانت مفتعلة ام لا، فقد نالت من سمعة ومكانة هذا المرفق الحيوي والرئيسي للعديد من الدول العربية والاجنبية والتي تتطلب استعادتهما سنوات في حال تجاوب لبنان مع عملية الشفاء التي يخضع لها على يد الطبيب الفرنسي .