وفي تقريرها، قالت القناة إنّ الانفجار الذي راح ضحيته ما يزيد عن مئتي شهيد وخلّف أضراراً بمليارات الدولارات مثّل تذكيراً صارخاً لمعظم اللبنانيين بفشل الحوكمة والشرعية في بلادهم، مضيفةً: “بالنسبة إلى “حزب الله”، قد تمثّل العواقب لحظة حسم ينسحب بموجبها من النزاعات في سوريا بهدف التعامل مع الضغوط في لبنان، وهي ضغوط قادرة على تقويض نفوذه”.
وفي هذا الصدد، نقلت القناة عن رئيس مجلس الأمن الوطني الإسرائيلي السابق، عيران ليرمان، تساؤله مؤخراً عما إذا كان “حزب الله” سيواجه “ضغطاً أكبر وأكبر من الشعب اللبناني”. كما ذكّرت بتصريحات رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل الأحد الماضي التي قال فيها إنّ “حزب الله” يفكر بالانسحاب من سوريا، مشيرةً إلى أنّ عدد عناصر الحزب في سوريا يُقدّر بالآلاف. ونقلت القناة عن مصدر في “حزب الله” قوله في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، تعليقاً على تصريحات باسيل: “عمل الحزب هناك يندرج وبشكل أساسي في إطار تنفيذ المهمات، إذ تتجه مجموعات وأعداد إضافية من لبنان باتجاه الداخل السوري في حال كانت هناك مهمة ما يتوجب تنفيذها في منطقة ما”. وأضاف المصدر “خلال العامين الماضيين تغيّرت كثيراً مهمات الحزب في سوريا مع تراجع العمليات القتالية، أما الانسحاب فمرتبط بانسحاب كل القوات الأجنبية المقاتلة، وهذا مفترض أن يحصل خلال عامين”، علماً أنّه سبق للأمين العام السيد حسن نصرالله أن ربط الانسحاب من سوريا بطلب القيادة السورية.
وبعدما استعرضت دور “حزب الله” الإقليمي، لفتت القناة إلى أنّه قوة يحُسب لها حساب في لبنان، فكتبت قائلةً: “لا يزال لديه حلفاء في الحكومة، كما تستطيع المجموعة وضع “فيتو” على القرارات الحاسمة (..)”. القناة التي قالت إنّ “حزب الله” يخفض عدد قواته في لبنان، لفتت إلى أنّ البعض ربط هذا القرار بالغارات الإسرائيلية، مشيرةً إلى أنّ الحزب سارع إلى نفي هذه المزاعم.
توازياً، تطرّقت القناة إلى المبادرة الفرنسية والعقوبات الأميركية الأخيرة، مشيرةً إلى أنّ تقارير تحدّثت عن سعي إيران والاحتلال الإسرائيلي إلى خفض مستوى التوترات، حيث تبتعد العناصر المدعومة إيرانياً في سوريا من الحدود مع الاحتلال. ولكن سرعان ما استدركت القناة بالقول: “يبدو أنّ إيران لا تنوي التخلي عن المكاسب الصعبة التي جنتها في سوريا. فيمكن أن تكون بصدد تعزيز وجودها بمساعدة “حزب الله” في مناطق أخرى في سوريا، يقل فيها احتمال التعرض للقصف الإسرائيلي”.
من جهته، رجح خبير مطلع على وجود “حزب الله” في سوريا أن يكون الحزب قد قلص وجوده بأكثر من 50%، قائلاً لـ”TRT”: “تُبذل جهود واضحة لخفض مستوى التوتر بين إسرائيل وإيران، لا سيما في الساحة السورية. ولذلك، يجد الحزب مصلحة في خفض عدد عناصره هناك، لا سيما بعدما باتت قواعده مكشوفة في جميع أنحاء الأراضي السورية”.
في تحليلها، أعادت القناة التأكيد على نفوذ “حزب الله” في لبنان وارتباطه بالمجتمع اللبناني عموماً والشيعي خصوصاً، خالصةً إلى القول: “ما دام لبنان دولة مختلة يتفشى فيها الفساد، سيظل “حزب الله” مصدراً للتمثيل وستكون أفعاله الإقليمية ثمناً يستحق الدفع بالنسبة إلى الكثيرين”.