بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الحزب الشيوعي اللبناني، ثم كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها وليد عيسى “أبو وائل”، فكلمة الحزب الشيوعي ألقاها عضو مكتبه السياسي سلام أبو مجاهد، الذي ذكر في مستهلها ببيان إنطلاقة “جمول” والنداء فيه “إلى السلاح… تنظيما للمقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال وتحريرا لأرض الوطن من رجسه، على امتداد هذه الأرض من أقصى الوطن إلى أقصاه”.
وأشار إلى أن بيان “جمول” الأول الذي وقعه الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي الشهيد جورج حاوي والأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي محسن إبراهيم، “وزع بعد ساعات قليلة على بدء الغزو الصهيوني بتدنيس أرض بيروت، العاصمة التي حوصرت ثمانية وثمانين يوما، وصمدت في وجه أعنف أنواع القصف الجوي والبحري والبري، واختبرت خلالها كل الأسلحة المحرمة دوليا، من القنابل الفراغية والعنقودية والانشطارية إلى الصواريخ الأكثر تطورا وفتكا ودمارا، فانطلقت المقاومة معمدة بدماء شهدائنا الأبطال: جورج قصابلي، ومحمد مغنية وقاسم الحجيري، فاتحة عصر الانتصارات وتحرير الأرض، فارضة عليه للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، انسحابا ذليلا من الأرض التي اشتعلت نارا تحت أقدام العدو، وأثبتنا للعالم أجمع صلابة المقاتل الشيوعي، الذي حطم وهزم الجيش الذي لا يقهر وانتصر عليه”.
أضاف: “سنوات طويلة من النضال والكفاح في سبيل التغيير على طريق التحرير، قوافل من الشهداء عمدت تلك المسيرة، وروت بدمائها تراب الوطن. من كل لبنان أتوا، من عرسال أتوا، من راس بعلبك والعين والجمالية واللبوة ومن علي النهري وتمنين التحتا ومن البقاع المقاوم اخترقوا المناطق والطوائف والحواجز، ليؤكدوا أن هذه المقاومة العريقة في التاريخ والضاربة جذورها في أعماق الأرض والوطن، من الحرس الشعبي عام تسعة وستين إلى قوات الأنصار إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ستبقى على العهد والوفاء، وفية صادقة أمينة لقضايا شعبها المحقة، في الخبز والحرية والعمل والتعليم والعدالة الاجتماعية، وستستمر ولن تتعب، في النضال دفاعا عن لبنان وقوته في المقاومة وسلاحها، وستستمر في النضال من أجل الوطن الحر والشعب السعيد”.
وتابع “ما هذه المنطقة تحديدا، والتي تعبق فيها رائحة الشهادة والبطولة، إلا النموذج الواضح عن هذا الحزب ومقاومته وتاريخه، فتحية إلى منظمة تمنين التحتا ولشيوعيي البقاع، لشهدائها وجرحاها وأسراها ولمناضليها وأهلها الطيبين، والتحية للشهداء الأبطال للشهيد البطل سليمان مرتضى وللشهيد البطل حسن صبرا، وللمناضلين الأبطال حسين الخطيب ولرفيق السلاح في ملحمة بيروت البطولية عام اثنين وثمانين الرفيق المناضل سعدو مرتضى”.
وتطرق أبو مجاهد إلى التطورات السياسية الدولية والإقليمية قائلا: “تحل الذكرى الثامنة والثلاثون لانطلاقة المقاومة في ظروف دولية وإقليمية خطرة، إذ تعمل الإمبريالية الأميركية عشية انتخاباتها اليوم لرفع مستوى الضغط والمواجهة مع دولنا، مستعيدة النبرة العنصرية والفاشية، قارعة طبول الحرب في منطقتنا تحديدا من خلال صفقة العصر ، فالإدارة الأميركية الحالية، وبالرغم من إخفاقاتها السياسية والعسكرية في العراق واليمن وسوريا، تستمر في سياستها العدوانية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وضرب حق العودة والقضاء على كل أمل في إقامة الدولة الفلسطينية، وهي تتشارك والكيان الصهيوني والأنظمة العربية الخائنة التي وقعت بالأمس على استسلامها بنزعتها العدوانية، ضد كل قوى الاعتراض والمقاومة في المنطقة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، من أجل ضربها وتدجينها تمهيدا لحلول سياسية على مقاس العدو الصهيوني ووفق مصالح أميركا في المنطقة. وفي هذه المؤامرة الخطرة، تقف الأنظمة العربية الرجعية شريكا واضحا في المؤامرة ضد فلسطين وضد سوريا وضد لبنان وقوته في مقاومته، فلبنان الذي انتصر وحرر أرضه وأسقط مشروع صهينته، وانتصر على كل حروبهم، يحاولون اليوم بحربهم الاقتصادية وعقوباتهم وحصارهم انتزاع ما عجزوا عن أخذه بحروبهم، ليحققوا أهدافهم في إسقاط موقع لبنان المقاوم ونزع كل مقومات قوته وصموده من خلال إفقار شعبه لتركيعه وفرض الاستسلام عليه”.
وأكد على “إن الشعب اللبناني ومقاومته التي انتصرت وحررت بيروت عام اثنين وثمانين، وطردت فلول قوات المتعددة الجنسية ونيو جرسي ومدمراتهم والتي أسقطت طائراتهم فوق البقاع عام أربعة وثمانين، وحررت الأرض عام الفين والتي انتصرت عليه عام 2006 لن تسقط ولن تستسلم، وستنتصر وستسقط كل مشاريعه التقسيمية والتفتيتية وستحافظ على كل الانجازات التي تحققت بفضل دماء الشهداء المقاومين من مختلف الاتجاهات السياسية وتنوعها”.
أضاف “على درب المقاومة سنمضي بانتفاضتنا الوطنية، انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول، وسنواجه من حاول ويحاول التسلق عليها لتشويه أهدافها وأدائها لحرفها عن مسارها لأهداف سياسية غير مخفية، مستمرون حتى تحقيق التغيير حفاظا على انجاز التحرير، ولإسقاط تبعية النظام السياسي وطائفيته ومنظومته الفاسدة للأدوات الاستعمارية القديمة منها والمتجددة، لإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية المقاومة، ولنبني مع شعوبنا العربية والشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الصهيوني، مشروع الارتقاء بمسيرتنا إلى مصاف مقاومة عربية شاملة ضد صفقة القرن وأنظمة الخيانة والاستسلام”.
وختم “أوجه بالذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الصهيوني، تحية النضال لرفاق السلاح ولشركاء الانطلاقة والانتصار، لمختلف الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية ولشهدائهم، شهدائنا الأبطال. تحية حزبنا لجميع شهداء المقاومة الذين سقطوا على مختلف جبهات القتال ضد العدو الصهيوني وضد أدواته الإرهابية، عاشت الذكرى الثامنة والثلاثون لانطلاقة “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية”، المجد والخلود لشهدائنا الأبطال”.