توظيف فترة الحجر في حماية البيئة… كيف؟

3 أكتوبر 2020
توظيف فترة الحجر في حماية البيئة… كيف؟

 حول شبان من بلدة القبيات فترة الحجر الإلزامي، من حجر منزلي مقلق وممل، إلى حجر هادف بيئيا في برج مراقبة الغابات.

ففي وقت تمر فيه القبيات بضائقتين، الأولى تتمثل بخطر حرائق الغابات، حيث المراصد العلمية تضع أحراجها وأحراج الجوار في الخانة الحمراء منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وحتى الآن وللفترة المقبلة كما هو متوقع. والثانية جائحة كورونا المستجدة على البلدة حيث الإصابات ناهزت الـ90 إصابة، اختار شبان من البلدة ممن اختبروا مخاطر التعرض للاصابة بكورونا، من دون عوارض صحية، التعاطي بشكل إيجابي، لاجتياز هذه المرحلة والتغلب على الضائقتين بشكل مفيد وبخطوات رائدة واستثنائية، عبر حجر أنفسهم في برج مراقبة الغابات التابع لمجلس البيئة في غابة المرغان أعالي القبيات، وهو البرج الأول من نوعه في لبنان، والذي يهدف إلى الإبلاغ السريع عن الحريق من أجل التدخل في أسرع ما يمكن لمكافحته في مهده ومنع تمدده، خصوصا في هذه الظروف المناخية المؤاتية لنشوب الحرائق.

الفكرة أتت بداية من أنطونيو كرم وهو عنصر في الدفاع المدني، الذي كان عليه حجر نفسه بسبب إصابة رفيق له، فارتأى أن يكون حجره ذو منفعة عامة، في برج المراقبة، وما إن انتهت الفترة اللازمة، حتى حل مكانه بالأمس شابان آخران مصابان بكورونا أيضا، هما شربل بطرس ودانيال منصور، وهناك من هم على لائحة الانتظار، لإكمال مسيرة التعافي صحيا وبيئيا.

رئيس مجلس البيئة الدكتور انطوان ضاهر اثنى على مبادرة الشبان “الذين تطوعوا لتمضية فترة حجرهم الصحي بشكل مفيد لمنطقتهم ولحماية غاباتهم من مخاطر الحرائق”. ولفت إلى “أن خلية الأزمة في القبيات تقوم بالسهر على وضع الشبان المحجورين في برج المراقبة، لناحية متابعة وضعهم الصحي، كما أنها وبالتعاون مع عائلات الشبان، تقوم أيضا بتأمين احتياجاتهم الضرورية من مأكل وملبس طيلة فترة الحجر، إلى حين ثبوت شفائهم”. وأكد “أن ثمة شبانا آخرين مستعدون لاستكمال هذا المشوار، وتطويع فترة الحجر بعمل مفيد”.