أكّد الرئيس سعد الحريري أنّ “المبادرة الفرنسية لم تنتهِ”، مشيراً إلى أنّ “هذه المبادرة أرادت انجاح لبنان واخراجه من المأزق ولا اعلم لماذا افشلوها”، وقال: “بعد العقوبات الأميركية تم تصعيد المواقف تجاه المبادرة الفرنسية، والرئيس المكلف مصطفى أديب أراد عدم تضمين حكومته أسماء استفزازية، ومن أسقط حكومة حسان دياب هو انفجار بيروت”.
وفي حديث ضمن برنامج “صار الوقت”، قال الحريري: “رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، رفضوا أن أتولى حكومة المبادرة، فقررت أن أتنحى جانباً”. وتابع: “أنا مرشح لرئاسة الحكومة من دون جميلة احد لكنني لا أهدّد كما يفعل غيري”.
وأضاف: “تمّ اتهامي بأنني أشكل حكومة الدكتور مصطفى أديب، ولكن وظيفتي كانت فقط تحذير أديب بعدم تسمية أشخاص تستفز أي فريق سياسي، والتمسك بتسمية سعد الحريري من قبل حركة أمل وحزب الله هي فقط لتفادي الاحتقان السني الشيعي”.
وأرف: “سألني الرئيس المكلف اديب اذا كنا نرضى تغيير المبادرة الفرنسية وقلنا بأن احداً لا يقبل اعادة تسمية سياسيين في الحكومة. وظيفتي في تشكيل حكومة اديب كانت تحذيره من الاسماء التي تستفز بعض الفرقاء، وخرج مصطفى اديب من هذه التجربة وعاد الى برلين كما وعد”.
وتابع: “لو كنت كما الآخرين أريد الشعبية لكنت فعلت كما يفعلون، ولم أقدم المبادرات والتضحيات، أنا أرضخ للبنان وللمواطن اللبناني، وكان هدفي وهمّي نجاح المبادرة الفرنسية”.
ولفت إلى أنه “في البلد هناك 3 مشاريع: مشروع حزب الله وحركة أمل المرتبط بالخارج، ومشروع يريد أن يخرج لبنان من هذه الأزمة ويعمل على مبدأ لبنان أولاً، ومشروع من المزايدين الذين أوصلوا البلد على ما نحن عليه”.
ورأى الحريري أنّ “أي دستور بالعالم لا يستطيع أن ينجح بوجود أحزاب تفرض الأمور بالقوة، والسلاح فرض بعض المعادلات على اللبنانيين التي يرفضونها”، وقال: “النظام اللبناني جيّد لكن العقلية التي تدار بها الامور غير ماشية. هناك أحزاب تفرض الأمور بقوة السلاح، ومن يملك فائض القوة يستعملها لفرض معادلات على اللبنانيين”.
واعتبر الحريري أنه “لا يمكن أن يتحمل لوحده مسؤولية كل التدهور الحاصل”، وقال: “أنا اضحي لانني أرفض الفراغ. نعيش فترة الفراغ بانهيار”.
وأردف: “أريد انجاح المبادرة الفرنسية ولهذا قبلت بالتنازل عن حقيبة المالية مؤخراً.عندما وافقت على الوزير الشيعي للمالية قلت لمرة واحدة سعياً مني لتسيير الامور. لقد قلت ان الطريقة الوحيدة للخروج من الازمة هي اعادة خلط الاوراق. الموضوع ليس موضوع تغيير نظام بل تغيير طريقة العمل”.
وقال الحريري أنّ “الحكومة السابقة كانت حكومة أخصائيين، جاءت بهم الاطراف السياسية”، وأضاف: “بلحظة ترشيحنا لمصطفى أديب، بدأ كثر ينتقدوه والمؤسف في البلد هناك من بدأ يسوّق صوراً له في لقاءات حزبية وغيرها ومن عرقل الموضوع”.
إلى ذلك، أوضح الحريري أنّ “ موضوع ترسيم الحدود كان يجب ان يبدأ قبل 3 سنوات”، معتبراً أنه “أمر جيّد للبنان”.