فبعد حالات الشلل والملل التي سادت الاوساط السياسية والحزبية، والتي عزّزت الخلل القائم على أكثر من مستوى، انطلقت بداية الأسبوع الجاري ورش العمل حول مجموعة استحقاقات لا تفصل في ما بينها سوى ساعات قليلة وتستمر لأيام عدة فتحت فيها معظم الملفات العالقة. فتزامناً مع انطلاق عملية ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل المطروحة منذ عقدين، اعقبت الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان (25 ايار 2000)، تنطلق ورشة تشكيل الحكومة العتيدة المعلّقة في توقيت اعقب مرور 66 يوماً على استقالة حكومة «مواجهة التحدّيات» التي ترأسها الدكتور حسان دياب (10 آب الماضي) و45 يوماً على تكليف السفير مصطفى اديب لتأليف بديلتها (31 آب 2020) و18 يوماً على اعتذاره عن إتمام المهمّة (26 ايلول 2020).
لا يكفي إلقاء الضوء على اهمية ما سيشهده لبنان في الأيام القليلة المقبلة من محطات بالغة الدقة والخطورة، وخصوصاً ان بقي البحث جارياً عن خريطة طريق واضحة لِما يمكن ان تؤول اليه هذه المواجهة المفتوحة مع هذه الإستحقاقات المهمة على شتى الاحتمالات السلبية منها او الإيجابية النادرة. فعلى وَقع ما يمكن تحقيقه في البحر والبر، سيتوقف كثير ممّا يوحي بما سيكون عليه مستقبل اللبنانيين القريب لوقف المنحى الإنحداري الذي تتخذه التطورات الإقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية في اتجاه مزيد من الانزلاقات الخطيرة. وسط اعتقاد كثر أنّها يمكن ان تودي بلبنان الكيان الى التفتت والمجتمع الى الانهيار، وتهدّد وحدة مؤسساته وتُعمّم الفقر والجوع وربما الفوضى الأمنية في المناطق الحساسة التي تشكل نقاط تماس بين المتخاصمين.
وفي الوقت الذي سيتحلّق الوفدان اللبناني والاسرائيلي المكلّفان ترسيم الحدود البحرية في مرحلة اولى اليوم في مقر قيادة القوات الدولية (اليونيفيل) في الناقورة حول الراعي الأميركي مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شينكر ومعه الشاهد الأممي ممثل الأمين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ومستضيف اللقاء قائد قوات «اليونيفيل» الجنرال ستيفان ديل كول، سيكون اللبنانيون في انتظار ما ستؤول اليه مبادرة الرئيس سعد الحريري الذي «تَطوّع» لتشكيل الحكومة الجديدة. فبقيت عَين على تلك المحطة الجنوبية التاريخية وأخرى على محطة داخلية مفصلية تُنبئ بإمكان إضاءة نور خافت في نهاية النفق الحكومي الاسود ليقرأ اللبنانيون ما ينتظرهم في الأيام المقبلة. فإمّا إشارة واضحة الى بداية الخروج من النفق الى نور الحل، وإمّا المزيد من رفع الحواجز والسدود امام كل المخارج الإقليمية والدولية التي رُسِمت للبنان، لإخراجه من ذيول النكبة التي حلت ببيروت والنفق الاقتصادي والاجتماعي المظلم.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.