عندما اتخذ الرئيس المكلف سعد الحريري قراره بأن يكون رئيساً مكلّفاً، إتخذ هذا القرار على قاعدة انّ الأكثرية الحالية، وتحديداً العهد والثنائي الشيعي، ستكون في موقع المرحِّب لهذه الخطوة، لا سيما انّ هذه الأكثرية وصلت إلى الحائط المسدود بمشروعها السياسي في ظل الانهيار المالي وغياب البدائل لديها حكوميّاً عن الحريري بفِعل إدراكها ان ّاي حكومة من لون واحد، على غرار الحكومة المستقيلة، سيكون مكتوب لها الفشل منذ لحظة انطلاقتها.
وأكثر ما أثار استغراب البعض هو انّ العهد الذي لم يعد يملك ترف البدائل والخيارات، خصوصاً بعد التجربة الحكومية الأخيرة، وقفَ سداً منيعاً أمام تكليف الحريري، محاولاً إحراجه لإخراجه من خلال 3 محطات أساسية: تأجيل الاستشارات بغية جَرّه إلى الاعتذار، كلمة الرئيس ميشال عون عشيّة الاستشارات في رسالة فحواها انّ نهج الحريرية السياسية يتحمّل تَبعات الأزمة المالية، وبالتالي جَرّه إلى اشتباك لم يحصل، ومحاصرته بثقة هزيلة في التكليف من أجل ان يعتذر.
وأمام فشل استدراج الحريري إلى مواجهة ودفعه إلى الاعتذار، وأمام صعوبة ان يؤجّل رئيس الجمهورية الاستشارات مجدداً في غياب الأسباب الموجبة لهذا التأجيل، سينقل عون المواجهة مع الحريري إلى التأليف الذي لن يمرّ بسهولة ولا بسلاسة، وسيكون أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا عدم القدرة على التشكيل مهما طال الزمن واضطراره إلى الاعتذار لاحقاً، وإمّا التأليف من خلال التسليم بشروط الأكثرية، والعهد تحديداً، الذي لن يوقِّع أي تشكيلة يرفضها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.