بعيداً من شكل ومضمون البيانات الصادرة عن مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان والهيئات الاممية، وتلك التي رافقت اطلاق المبادرة الفرنسية منذ الاول من ايلول الماضي، تتداول الاوساط الديبلوماسية معلومات وسيناريوهات خالية من الأوصاف المنمّقة التي تتحدث عنها كتب العلوم السياسية، وأُغدقت على الحكومة المطلوبة. فما حفلت به من شعارات برّاقة لا تعدو كونها محفّزاً لدغدغة عواطف اللبنانيين وارضاء الديبلوماسية الدولية والاممية، وخصوصاً تلك الراغبة أن يسلك لبنان درب الخلاص من مسلسل الأزمات المتشعبة التي تتناسل تلقائياً وتقود الى مزيد من الانهيارات بدلاً من ولوج نهاية النفق المظلم.
ليس في ما سبق مجرد معادلة او نظرية سياسية مجرّدة، بل انّها القراءة الواقعية التي تتبادلها الاوساط الديبلوماسية، قياساً على حجم تجاوب اللبنانيين مع مجموعة النصائح والملاحظات التي وُجّهت اليهم منذ عقدين على الأقل. فالصيغة المكرّرة لخريطة الطريق الدولية، تلك التي قالت بها المبادرة الفرنسية، ان بقيت مطروحة غير موجودة، ولو في الشكل. واياً كانت الصيغة التي استُخدمت لإيصالها الى اهل الحكم بكل الوسائل المتاحة، الديبلوماسية منها او تلك التي استنسختها المبادرات المتتالية، منذ ان انطلق مسلسل مؤتمرات باريس الثلاثة وصولاً الى “سيدر 1″، فقد بقيت حبراً على ورق عندما عجز اللبنانيون، عن قصد او غير قصد، عن ترجمتها في كل المجالات الإدارية والمالية او السياسية والدستورية.