من مضاعفات مرض “كوفيد-19” التي تتجمع المعطيات بشأنها أمران:
1- خطل الشم، واسمه العلمي “باروسميا” (Parosmia)، وهي حالة يحدث فيها تشوّه في حاسة الشم، فالشخص يشم رائحة معروفة لديه بشكل آخر، فهو يشم رائحة موجودة فعلا، لكنه يشمّها بشكل مختلف، فقد تشم رائحة القهوة التي كنت تستمع بها، كرائحة السمك المتعفن مثلا.
ووفقا لموقع “مايو كلينك” (Mayo Clinic) فإنه مع خطل الشم، تكون الرائحة التي تظهر في البيئة المحيطة بك مشوّهة. وقد يصاحب خطل الشم تلف الجهاز المسؤول عن حاسة الشم، مثلما يحدث بعد عدوى حادة في الجهاز التنفسي.
2- الهلوسة الشمّية، واسمها العلمي “فانتوسميا” (Phantosmia)، وهنا يشم الشخص رائحة غير موجودة أصلا، فمثلا يشم رائحة كبريت، مع أنه لا يوجد شيء أصلا حوله له رائحة.
ووفقا لموقع مايو كلينك فإن الهلوسة الشمية تجعلك تكتشف روائح غير موجودة حقيقة في البيئة المحيطة بك. وتختلف الروائح المكتشفة في الهلوسة الشمية من شخص إلى آخر، فقد تكون تلك الروائح كريهة أو محببة، وقد تحدث هذه الحالة في إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما، وقد تبدو الرائحة الشبحية ظاهرة على الدوام أو تظهر وتختفي.
وقد يكون السبب في الهلوسة الشمية إصابة في الرأس، أو التهاب الجهاز التنفسي العلوي، وقد تحدث أيضا بسبب نوبات الفص الصدغي والتهاب الجيوب الأنفية والأورام الدماغية ومرض باركنسون.
يبلّغ بعض المصابين بفيروس كورونا عن شمّهم روائح كريهة بعد أشهر من الإصابة بالفيروس، مثل رائحة السمك والكبريت ورائحة كريهة حلوة. ووصف البروفيسور نيرمال كومار، جرّاح الأذن والأنف والحنجرة، الأعراض بأنها “غريبة جدا وفريدة من نوعها”.
وأوضح البروفيسور كومار أن “هذا الفيروس له صلة بالأعصاب في الرأس، وعلى وجه الخصوص العصب الذي يتحكم في الإحساس بالرائحة.. لكنه من المحتمل أن يؤثر في الأعصاب الأخرى أيضا ويؤثر، كما نعتقد، في الناقلات العصبية-الآليات التي ترسل الرسائل إلى الدماغ”.
وأضاف أن “بعض الناس يبلّغون عن هلوسة واضطرابات في النوم وتغيرات في السمع”.
من التغيرات التي ذكرها بعض المصابين بخطل الشم:
1- رائحة القهوة أصبحت مثل البنزين، وفقا لتقرير لصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post).
2- رائحة شرائح اللحم مثل اللحم المتعفن.
3- رائحة الدجاج تشبه رائحة الكبريت.
ولأن حاسة الشم ترتبط ارتباطا وثيقا بالتذوق، فإن هؤلاء الأشخاص يعانون أيضا مشكلات في استشعار مذاق الطعام والشراب.
وتقوم حاليا جمعية “أبسينت الخيرية” (Charity AbScent)، التي تدعم الأشخاص الذين يعانون اضطرابات الشم، بجمع معلومات من آلاف من مرضى فقدان حاسة الشم ومرضى باروسميا، بالاشتراك مع الجمعية البريطانية لأمراض الأنف والأذن والحنجرة (ENT UK)، وجمعية الأنف البريطانية (British Rhinological Society) في سبيل المساعدة على تطوير العلاجات، وذلك وفقا لتقرير بصحيفة “إندبندت” (Independent) البريطانية.
وتوصي الجمعية أي شخص مصاب بالباروسميا بالخضوع “لتدريب على الشم” يتضمن استنشاق زيوت الورد والليمون والقرنفل والأوكالبتوس (Eucalyptus) يوميا مدة 20 ثانية تقريبا، في محاولة لاستعادة حاسة الشم ببطء.
وقال البروفيسور كومار إن “هناك بعض التقارير المبكرة الواعدة بأن مثل هذا التدريب يفيد المرضى”.
وأضاف أن معظم الناس سيستعيدون حاسة الشم الطبيعية في النهاية.
ويقول بيكهام إن الدراسات تظهر أن الحالة تحدث بعد أن يتسبب الفيروس في تلف الأعصاب في منطقة من الجيوب الأنفية، وإن ذلك يمكن أن يعطل بصورة أساسية الإشارات المطلوبة من الأعصاب الحسية في الأنف إلى الدماغ.
وقال بيكهام “نحن لا نفهم حقا سبب إصابة بعض الناس دون بعضهم الآخر. نعلم أنه يمكنهم التعافي بمرور الوقت، الأمر يعتمد فقط على مدى إصابة تلك الأعصاب “.
وقدمت شبكة “بي بي سي” (BBC) هذه النصائح للتعامل مع خطل الشم:
1- تناول الأطعمة الباردة أو في درجة حرارة الغرفة.
2- تجنّب الأطعمة المقلية واللحوم المشوية والبصل والثوم والبيض والقهوة والشوكولاتة، التي كثيرا ما يشار إليها على أنها أسوأ الأطعمة للأشخاص الذين يعانون خطل الشم.
3- جرّب الأطعمة الخفيفة مثل الأرز والمعكرونة والخبز غير المحمص والخضراوات المطبوخة على البخار واللبن الزبادي.
ختاما إذا كنت قد أصبت بفيروس كورونا، أو تشتبه في أنك أصبت، وتعاني خطل الشم أو الهلوسة الشمية، فعليك التحدث مع طبيبك لمعرفة أفضل علاج لك.