يحتاج ما حصل ليل الخميس – الجمعة إلى بعض الوقت لكشف ملابساته، إن لجهة معرفة من حرّك الجهات التي أحرقت المؤسسات في المدينة، أو لماذا لم يُتخذ القرار الأمني الحازم لردع المتظاهرين، لكن المعلومات تشير إلى أن التلكّؤ حصل من كل الأجهزة الأمنية، في حين حاولت جهات سياسية تصويب السهام باتجاه الجيش اللبناني.
وتقول مصادر أمنية لـ “نداء الوطن” أن هناك شيئاً ما حصل، فلو سلّمنا جدلاً أن الجيش تأخّر في التدخّل، فلماذا لم تتحرّك عناصر قوى الأمن الداخلي الموجودة داخل السراي والتي بلغ عددها نحو 600 عنصر، أي ما يفوق ست سرايا، إضافةً إلى عناصر أخرى منتشرة في المدينة، ولماذا لم يصدر أمر حازم من قيادة قوى الأمن بإنهاء حالات الشغب وحماية الأملاك العامة والخاصة؟ وهل السبب طائفي، خصوصاً أن مثل هكذا أعمال مكافحة هي من إختصاص قوى الأمن الداخلي والفرق الخاصة المدربة على مثل هكذا حالات وليست من إختصاص الجيش؟ ولماذا لم تتدخل عناصر الحماية في السراي لحمايته؟ وكذلك لماذا لم تتدخل شرطة بلدية طرابلس للدفاع عن السراي والبلدية؟
ومن جهة أخرى، تؤكد المصادر الأمنية أنه وعلى رغم فداحة المشهد، فإن الجيش لا يريد الإصطدام مع المواطنين الغاضبين والذين يطالبون بلقمة عيشهم، وقد تدخّل عندما إقتُحمت السراي والبلدية وأوقف المعتدين وبعضهم سوريون، في حين أنه لو تدخّل الجيش واصطدم مع المتظاهرين كانت ستصوّب السهام باتجاهه والقول إن الجيش تدخّل لقمع الشعب، وهذه المقولة كان سيردّدها نفس السياسيين الذين هاجموا الجيش لأنه لم يتدخّل في أحداث طرابلس.