بنظرة هادئة، يعتقد احد المتابعين لوضع تيار “المستقبل” ونشاطه أن مدخله الوحيد لحل جزء من المشاكل التي يعاني منها هو المواجهة مع “حزب الله” بشكل اساسي، لكن الرئيس سعد الحريري ليس في هذا الوارد، لا بل يبتعد عن المواجهة السياسية مع الحزب لاعتقاده أن وصوله الى رئاسة الحكومة في هذا الظرف مرتبط بشكل اساسي بموافقة حارة حريك ودعمها.
من هذا المنطلق يحاول الحريري ايجاد بدائل عن مواجهة الحزب، لانه ببساطة لا يمكنه الاستمرار بدور المهادن ولا بنظرية ام الصبي، فقاد معركة مواجهة العهد و”التيار الوطني الحر” لاسباب دستورية وسياسية بالدرجة الاولى ولاإعتبارات تتعلق بجمهوره بعد تسوية رئاسية سيئة بالنسبة إليه.
يمكن اعتبار معركة الحريري مع “التيار” والعهد آخر الحلول لديه، فهو ماض في مواجهة رئيس الجمهورية سياسياً لتعزيز حضور “المستقبل” شعبياً ، كذلك يمكنه الاستفادة من قدرته على المواجهة والمناورة السياسية لتحسين علاقته بالرياض مجددا، بعدما عبرت مرارا عن مطالبتها بمواجهة خصومها في لبنان.
قبِل الحريري بالتكليف ليضمن رئاسة الحكومة حتى ولو شكّلها بعد اشهر، فهو لا يرغب ابدا بالذهاب الى انتخابات نيابية وهو بعيد عن دائرة صنع القرار في الساحة اللبنانية…
من وجهة نظر المتابعين يستطيع الحريري تعويض انتكاساته بسرعة نسبية في حال استطاع تحقيق ما يخطط له، لكنه بحاجة الى الرياض حصراً كداعم اقليمي وليس الى أي بلد آخر.
اما الحديث عن محاولات الحريري تأمين دعم فرنسي او اماراتي فهي مجرد مساعٍ محدودة لتحسين وضعه السياسي ودعم تفاوضه مع الاطراف الداخلية، لكن الحريري، وهو يعلم ذلك، لن يعود حريري العام ٢٠٠٩ الا بدعم حقيقي سياسي وغير سياسي من المملكة العربية السعودية.