كتب طوني عيسى في ” الجمهورية“: حتى اليوم، يلتزم الرئيس الأميركي جو بايدن جانب الصمت تجاه الملف اللبناني. لكن طاقمه الديبلوماسي لا يتردَّد في إيضاح الموقف، علناً وعبر الأقنية. وفي الخلاصة، لا تظهر ملامح تغيير في السياسة الأميركية تجاه لبنان.
في تعبير أكثر وضوحاً، تنظر واشنطن إلى لبنان من زاوية التجاذب مع إيران، ومن خلالها «أمن إسرائيل». وليس متوقعاً أن تعلن إدارة بايدن موقفاً أكثر تساهلاً مع النفوذ الإيراني على حدود إسرائيل الشمالية، في الجنوب اللبناني كما في الجولان
يعتقد المطلعون، أنّ بايدن سيقيم معادلة جديدة للعلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية والشرق الأوسط عموماً، ولا سيما منهم المجموعة الخليجية. وهذا ما ظهر في الاتجاه السريع إلى إطفاء النار في اليمن.
إذاً، يبدو بايدن متجّهاً إلى تحديد مقارباته للملفات الشرق أوسطية. لكن ذلك لا يبدأ بالجزئيات أو بالتفاصيل، بل بالملفات الأساسية. وبعد ذلك يصبح سهلاً تصوُّر التعاطي في التفاصيل.
ولذلك، لم تستعجل إدارة بايدن الدخول في الملف اللبناني مباشرة، وتبدو اليوم كأنّها في موقع المتفرّج. ولكنها في الواقع تدير اللعبة بـ«الريموت كونترول»، وتبحث عن الإمساك بخيوط اللعبة من أساسها، أي من الملف الإيراني. وهي تترك للوسطاء، بدءاً بفرنسا، أن «يجربوا حظّهم»، لعلّهم ينجحون.
عملياً، لا يفعل بايدن مع الوسيط الفرنسي سوى ما فعله ترامب: «نمنحكم الوكالة. إذهبوا وحاولوا. ولكن في النهاية سنقول رأينا بالتسوية سلباً أو إيجاباً، أي تمرّ أو لا تمرّ».