كتب غسان ريفي في “سفير الشمال“: ثمة نظرتان حول خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد والده، الأولى من حيث الشكل حيث ترى أن الخطاب جاء هجوميا، إنفعاليا وعالي النبرة رد فيه الحريري “الصاع صاعين” إنطلاقا من الظلم الذي شعر به الحريري خلال الفترة الماضية.
والثانية من حيث المضمون حيث ترى أن الحريري آثر عدم نسف الجسور وحافظ على شعرة معاوية مع رئيس الجمهورية، وعلى قاعدة النظر الى نصف الكوب الملآن، فإن الحريري ضمّن خطابه عبارات تصالحية عندما أكد أن الحكومة ستتشكل وأنه لن يعتذر، وأنه مستعد لتغيير الحقائب وتبديل أسماء الوزراء، وصولا الى التخلي عن إسم وزير الداخلية الذي إقترحه لمصلحة تقديم أسماء إضافية الى عون للاختيار منها، إضافة الى حسم موقف الأرمن بأنهم سيكونوا الى جانب عون وليس الى جانبه، والتأكيد على حياد الموقف الفرنسي.
أمام هذا الواقع، يبدو واضحا أن خطاب الحريري سيبقى في دائرة التفاعل السياسي الى أن يحين موعد المؤتمر الصحافي لجبران باسيل يوم الأحد المقبل للرد عليه، وبعدها ستبدأ نتائج زيارة الرئيس ماكرون الى السعودية بالظهور، فإذا حمل معه ضوءا أخضر لانجاز التأليف فإن الجميع سيسارع الى تدوير الزوايا، وعندها قد يتقدم خيار “الوزير الملك” الذي يعمل عليه حزب الله والذي يبدو أنه الخيار الوحيد حتى الآن.
أما إذا بقي الضوء الأحمر السعودي قائما، فإن لبنان سيمضي نحو “أزمة حكم” وسيشهد مزيدا من الانهيار بانتظار أن تنضج التسويات الكبرى في المنطقة.