ويشير المواكبون إلى أنّ الفريق العوني هو الذي أثار هذه المسألة مع موسكو بعد شعوره بأنّ باريس تنحاز لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في خريطة طريقه…وهذا ما دفع بمسؤولين روس إلى إبلاغ أصدقائهم اللبنانيين (اتصالات قام بها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بكل من رئيس الحكومة المكلف ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط)، بحقيقة موقفهم من هذه المسألة الحيوية التي يعلّق عليها مصير الحكومة.
إذ يؤكد المواكبون أنّ موسكو أشارت إلى أنّها تحدثت مع طهران في هذا الشأن وأبلغتها رغبتها في الإسراع في تأليف الحكومة من دون أن تؤدي العملية إلى كسر أي فريق، إذ لا يجوز بنظرها أن تبقى المشاورات معطّلة بحجة الثلث المعطل، خصوصاً وأنّ الفريق الشيعي بتحالفه مع “التيار الوطني الحر” قادر على تطيير الحكومة حين يريد ذلك، ما يعني أنّه لا حاجة لتجيير هذا الفيتو لفريق واحد، والمقصود به الفريق العوني.
الأكيد، أنّ شخصنة الخلاف بين الفريقين، العوني والحريري زادت من حدّة الأزمة، خصوصاً وأنّ أي تراجع من جانب الرئاسة الأولى أو الرئاسة الثالثة سيُعتبر انكساراً، ليس بمقدور “التيار الوطني الحر” تحمّله نتيجة انتكاساته السياسية، وليس بمقدور “تيار المستقبل” تجرّع كأسه نتيجة الضربات التي يتلقاها من “بيت أبيه”. ولا يبدو أنّ أي حلّ وسطي بادٍ في المدى المنظور.