الازمة اللبنانية على تفاقمها تزداد كل يوم تعقيدا، ما دفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الاستنجاد بالامم المتحدة والدول الكبرى طالبا مساعدة دولية لايجاد حل واعلان حياد لبنان ، الامر الذي اعاد الاضاءة على أنقسام اللبنانيين من منطلق انتمائهم الى المحاور الاقليمية القائمة وفي مقدمها محور الممانعة الذي تشكل ايران رأس حربة له في المنطقة .
وأذا كان لبنان وتحديدا الفريق الممسك بالسلطة والقرار فيه يرفض حتى الان ملاقاة المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس أيمانويل ماكرون في منتصف الطريق لتشكيل حكومة “مهمة” وزراؤها من الاختصاصيين وغير الحزبيين تعمل على تنفيذ الاصلاحات في البلاد مفسحة في ذلك الطريق لمد يد المساعدة للبنان للخروج من الازمة التي يتخبط فيها، فان أوساطا سياسية تنقل عن ديبلوماسي عربي في هذا السياق قوله أن العقبة الحقيقية امام تأليف الحكومة هي تمثيل حزب الله، ما يتعارض مع مندرجات المبادرة الفرنسية التي تحظى بغطاء أوروبي وتأييد عربي وأميركي، كونها خشبة الخلاص الوحيدة على ساحة التداول الدولي، مضيفا ان بلاده لطالما أكدت استمرار وقوفها الى جانب لبنان من خلال دعمها للمبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة “المهمة” برئاسة سعد الحريري من 18 وزيرا من الاختصاصيين وغير الحزبيين لا ثلث معطلا فيها لاحد تمهد لخروج لبنان من النفق المظلم الذي يتخبط فيه.
وبالنسبة الى امكان توسيع الحكومة الى 20 وما فوق، تقول الاوساط عينها ان هذا الطرح لم يحظ بقبول المعنيين، وتحديدا الدول المانحة التي ترى في الحكومة المصغرة قدرة اكبر على التفاهم وأتخاذ القرارات ، وتاليا وقف هدر المال العام ، سيما وان حكومة المهمة سوف تكون أنتقالية ولفترة زمنية لا تتعدى الاشهر الستة وليس كما يشيع أهل الحكم حتى انتهاء ولاية الرئيس عون .