بعد انتشار جائحة “كورونا” في لبنان بشكل كبير، وفي ظل المخاطر والمآسي التي ترافقها والويلات التي تخلّفها كان لا بد لنا في لبنان من أن نلتحق بركاب الدول المتقدّمة لناحية اكتساب المناعة المجتمعيّة المطلوبة من أجل الحد من مخاطر هذا الوباء الذي فتك بجميع دول العالم من دون استثناء.
وحيث أن الدولة اللبنانية كانت قد بدأت بحملة التمنيع والتلقيح على مساحة الوطن للشعب اللبناني ككل وفقاً للبروتوكولات الموضوعة من قبل البنك الدولي التي تعتمد سلّم أولويات محدّدة كالجهاز الطبي والتمريضي وكبار السن أولاً، ومن ثم تتدرّج الأولويات نزولاً مع الأعمار دامجةً معها أصحاب الأوضاع الصحيّة الدقيقة الذين يعانون من أمراض مستعصيّة ومزمنة.
وبعدما بدأت الدولة في تطبيق هذه الخطّة ظهرت بعض شوائب كبيرة، الأمر الذي دفع الدولة على السماح للقطاع الخاص بالمساعدة حيث حصلت بعض شركات استيراد الأدوية على الموافقة اللازمة من السلطات المختصة لاستراد اللقاحات وتوزيعها محلياً ولكن عبر المستشفيات ومن ضمن قاعدة بيانات وزارة الصحّة لتتمكن الأخيرة من إحصاء الأرقام الدقيقة للذين خضعوا للتلقيح.
لذا وإسهاماً منا في تسريع عمليّة التلقيح والعمل على تخفيف ضغط المواطنين قدر المستطاع عن خطّة الوزارة، قامت “مؤسسة جبل الأرز” بشراء ما قدرها الله عليه من لقاحات كورونا. وهنا وكما اعتدنا دائماً في اعتماد الشفافيّة التامة في أي عمل نقوم به للشأن العام، قرّرت الهيئة الإداريّة لـ”المؤسسة” أن نضع علانيّةً معياراً واضحاً يتم عبره تقديم هذه الكميّة المحدودة من اللقاحات.
فنحن كمؤسسة كنا نتمنى لو تمكنا من شراء عدد أكبر من اللقاحات، وكم كنا سنكون سعداء لو تمكنا من تأمين اللقاح لكامل أهالي قضاء بشري، المقيمين فيه أو في أي منطقة من لبنان، من دون أي استثناء أو تميز بين أي فرد وآخر على ما عاهدتمونا في كل التقديمات التي قدّمناها من مساعدات مدرسيّة وغذائيّة وطبيّة، فنحن من مدرسة العمل من أجل الإنسان، ومن أجل تجذّر أهلنا في قراهم وأرضهم، وكل المشاريع التي أنجزناها كانت في هذا الإطار وليس آخرها مستشفى أنطوان الخوري ملكة طوق – بشري الحكومي، وسنستمر بهذا النهج دائماً أبداً لأننا مؤمنون به، إلا أن “العين بصيرة واليد قصيرة” في هذه الأيام التي نمرّ بها في البلاد بأسوأ أزمة اقتصاديّة – ماليّة – نقديّة.