كتب ابراهبم ناصر الدين في” الديار”: وفقا للمعطيات، كل الخلافات التفصيلية حول »الثلث المعطل» ووزارة الداخلية، وغيرها من العقبات غيرالجوهرية، يمكن تجاوزها اذا تامن المناخ الخارجي المناسب، فالحريري لا يستطيع تجاوز محاولات الولايات المتحدة المستمرة لإضعاف حزب الله داخل الحكومة وخارجها، كما لا يستطيع تجاوز الاشارات السلبية السعودية اتجاه عودته الى حكومة، وهو يدرك جيدا ان «مفتاح» الدعم الاقتصادي بيدها ولا يستطيع احد تجاوزها خليجيا، اما واشنطن فتملك «مفاتيح» المؤسسات المالية الدولية، وهذا يعني ان «ابواب» الدعم «مسكرة». فهل المطلوب من الحريري «الانتحار» سياسيا؟ وعليه، لا مجال «لولادة» حكومة جديدة، الا بعد حصول تسوية بين الدول الإقليمية والدولية في منطقة يجري اعادة رسم تحالفاتها وحتى خرائطها.
أما لماذا لا «يعتذر» الحريري، فترى تلك الاوساط انه بات «اسير» لعبة اكبر منه، ويخشى القيام «بدعسة ناقصة» في توقيت غير مناسب لبعض الخارج المصر على ابقاء الضغط على حزب الله وحلفائه، وهو لا يملك ترف اتخاذ قرار بالتخلي عن «ورقة» ضغط التكليف الموجودة في «جيبه» والتي تستخدم في «بازار» الضغوط الاقليمية لابقاء لبنان في «غرفة العناية»، ودون «ضوء اخضر» خارجي للانتقال الى مرحلة اخرى وجديدة من الصراع لن يكون بمقدور الحريري «الاعتذار»، فالقرار ليس في «بيت الوسط» بل في مكان آخر، ولهذا يفضل الانتظار، فاما تحصل انفراجة فيذهب الى تشكيل حكومة ضمن تسوية على الطريقة اللبنانية المعتادة، او يطلب منه الخروج من «اللعبة» تمهيدا لخطوات تنذر بالاسوأ.