من المقرر أن تقدم بروكسل مساعدات جديدة لتركيا لتحسين التعاون في مجال الهجرة والتجارة رغم “التراجع الديمقراطي” في البلاد والقلق المستمر بشأن عمليات استكشاف الطاقة بالمتوسط.
وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي قبل القمة التي تعقد عبر الفيديو اليوم الخميس إن زعماء التكتل سيقدمون لتركيا “أجندة إيجابية” بدلا من التلويح بالتهديدات أو العقوبات، وأن الهدف من المساعدة هو المساهمة في تهدئة التوترات بين اليونان وقبرص وتركيا وتجنب أي عمل عدائي يمكن أن يقوض جهود السلام الجديدة في قبرص.
يحرص الاتحاد الأوروبي على إحياء “بيان الاتحاد الأوروبي الخاص بتركيا” عام 2016، الذي خفض بشكل كبير من وصول المهاجرين إلى الجزر اليونانية، ومن المرجح أن يتم تحديث شروطه. وبموجب الاتفاق، عرض الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات لتركيا بقيمة 6 مليارات يورو (7,1 مليار دولار) للاجئين السوريين وحوافز أخرى لمنع المهاجرين من الوصول إلى الأراضي الأوروبية.
وتوقف الاتفاق قبل عام مع انتشار فيروس كورونا وبعد موافقة تركيا، التي استاءت بسبب عدم دعم الاتحاد الأوروبي لغزوها شمال سوريا، على مغادرة آلاف المهاجرين، مما أثار اشتباكات على الحدود اليونانية.
وعلى الرغم من ذلك، تستمر الأموال الأوروبية في التدفق، ففي كانون الأول، وسع الاتحاد الأوروبي برنامجين للاجئين السوريين تبلغ قيمتهما حوالي نصف مليار يورو (حوالي 600 مليون دولار). وبموجب البرنامجين لن تذهب الأموال إلى الحكومة، لكن إنفاق المهاجرين سيتدفق إلى الاقتصاد التركي.
من المرجح أيضا أن يعطي الزعماء الضوء الأخضر لتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والتي دخلت حيز التنفيذ أواخر عام 1995 وألغت الرسوم على معظم السلع التركية دول الكتلة المكونة من 27 دولة.
مع ذلك، لا تزال المخاوف تتصاعد في الاتحاد الأوروبي بشأن انتهاكات الحقوق في تركيا، التي كانت مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي لأكثر من 20 عاما.
الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان انسحاب تركيا من اتفاقية اسطنبول لمجلس أوروبا التي تهدف إلى منع العنف ضد المرأة.
كما انتقد الاتحاد الأوروبي السلطات التركية لتجريدها نائبا بارزاً موالياً للأكراد من مقعده البرلماني وسعيها لإغلاق حزبه السياسي، قائلا إن هذه التحركات تزيد من المخاوف بشأن “تراجع الحقوق”. ومن المرجح أن ترفض قبرص، المدعومة من اليونان وربما فرنسا، بشدة أي محاولة لتقديم الكثير من التنازلات اليوم الخميس، بالنظر إلى أعمال التنقيب التركية عن الغاز في المياه قبالة الجزيرة، واقتراح أردوغان لحل الدولتين هناك.