وقال وزير الصحة: “إن ما واكبناه بداية مع لقاح فايزر نواكبه اليوم مع لقاح أسترازينيكا، والجهد المميز الذي قامت به مؤسسة أسترازينيكا على صعيد الإعلان انه منذ البداية لن يكون إستثماريا، مما يجعل وجود بعض المتضررين من هذا الإعلان تجاريا وسياسيا، وبالتالي فإننا كوزارة صحة لا يمكننا أن نسير في مسار الدعايات المغرضة، لا بل نتقصى عن فائدة وفعالية هذا اللقاح وأمانه، وهذا ما تحققنا منه”.
أضاف: “اليوم انطلقت الحملة صباحا بجهود اللجان الصحية والتقنية والعلمية في وزارة الصحة، وبجهود اللجنة الوطنية التي أعدت خطة اللقاح، واللجنة التنفيذية التي توائم بين التقني والنظري. إننا نتابع واقعية الأرقام واندفاع المواطنين الكرام نحو اللقاح، وبالتالي بدأنا نغير في ديناميكية التلقيح من الخطة العمودية إلى التدرج أفقيا رويدا رويدا، لكي نواكب بين متطلبات الحياة الإقتصادية والمعيشية لكل القطاعات والمتطلبات التربوية اليوم وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر. وقد بدأت مؤشرات الحملة الوطنية للتلقيح تؤثر قليلا، ونأمل ان تزيد تأثيراتها الإيجابية على خفض نسبة الوفيات ونسبة إشغال أسرة العناية الفائقة”.
وتابع: “اليوم بوجود زميلنا معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب، وفي حضور العائلة التربوية، ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب والمدير العام للتربية الأستاذ فادي يرق، ونقيبة الممرضات وكل الفاعليات، فإننا لن ننسى توجيه التحية إلى معالي الوزير الياس بو صعب الذي دعم هذا الصرح ومنذ البداية ليستقبل مرضى كورونا، واليوم يضيفون مركزا للتلقيح إلى المراكز السبعة عشر التي بدأنا فيها التلقيح بلقاح أسترازينيكا، والإقبال جيد جدا. وأطلب من المواطنين الا يأخذوا بكل ما يثار حول هذا اللقاح، والا يقعوا بالتالي ضحية الإستثمار التجاري في ظل مشهد الدعايات كل يوم على مواقع التواصل، ومحدودية اللقاحات التي تصلنا من قطاعات اخرى نعرف تفاصيلها”.
وقال: “نحن كوزارة صحة حجزنا سبعة ملايين لقاح وحسبنا حساب كل من يرغب بالتلقيح، كما حمينا حق الشعب اللبناني والمجتمع في ظل الظروف الإقتصادية والمادية التي نعيشها، والتي لم تؤثر على خطة الوزارة، بل كنا السباقين إلى حجز كميات إضافية في ظل هذه العاصفة الهوجاء ضد اللقاحات الجيدة والنوعية الجيدة، وأمام المستثمرين الكبار في العالم لكي لا يؤثروا في شكل سلبي على بعض اللقاحات”.
أضاف: “إننا مدعوون اليوم في كل المناطق اللبنانية لكي نقبل على التسجيل على المنصة، ولم ننس دور احد بل ان لكل من تسجل دوره وسوف تصله الدعوة إلى التلقيح، إذ ان المسجلين اليوم هم فقط مليون مواطن ومقيم، وقد حجزنا سبعة ملايين لقاح ما يكفي لإعطاء جرعتين لثلاثة ملايين ونصف مليون مواطن، والدعوة إلى الجميع للافادة من كل انواع اللقاحات فايزر، أسترازينيكا، جونسون اند جونسون، سبوتنيك وسينوفارم التي تم اعتمادها من وزارة الصحة، وبحسب اللجنة العلمية فإن اللقاحات كلها تؤمن الحماية والجودة والفعالية والأمان، فكل اللقاحات في مستوى واحد، ونأمل ان نكون قد وفرنا للمواطن اللبناني بدعم فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب، أحسن نوعية لقاح لحماية المجتمع الذي يستحق منا كل خير”.
بدوره، قال وزير التربية: “اليوم نطلق مع معالي وزير الصحة العامة، حملة تلقيح أساتذة الشهادة الثانوية يليها أساتذة الشهادات الرسمية في التعليم المهني والتقني والتعليم العام وباقي الصفوف”.
أضاف: “اليوم نخطو الخطوة الأولى نحو العودة الآمنة إلى التعلم المدمج بصورة متدرجة. إنها مناسبة لنشكر معالي وزير الصحة على تجاوبه مع مطلب العائلة التربوية التي وقفت وقفة واحدة بكل مكوناتها، مطالبة بالحد الأدنى المقبول من التحصين، حرصا على صحة الأساتذة والموظفين والتلامذة الذين يشكلون ربع سكان لبنان. والشكر موصول إلى جميع المعنيين الذين كنا قد توجهنا إليهم وتفهموا المطلب الحق واستجابوا ، وها نحن اليوم بدأنا المسيرة التي نرجوها آمنة وسليمة للجميع، وتتيح هذه المسيرة استعادة الحركة والحياة لقطاع هو الأبقى والأكثر إلحاحا لاستعادة النشاط والإسهام في بناء الثقة وتركيز دعائم الوطن صحيا وتربويا واقتصاديا واجتماعيا. لقد طلبنا اللقاح للعائلة التربوية، وتأمينه يعود للمرجع الصالح في لبنان، أي وزارة الصحة العامة، كما كل الأمور الصحية المرتبطة باللقاح التي هي من صلب مهام وزارة الصحة العامة (مدى فعالية اللقاح وآثاره وغيرها من الأمور)، فلنا ملء الثقة بوزارة الصحة العامة والوزير”.
وتابع: “من هنا أدعو جميع الزميلات والزملاء إلى الإنخراط في حملة العودة الآمنة إلى المدارس، من خلال الحصول على اللقاح لمن يرغب من العائلة التربوية، إستنادا إلى القانون الذي ترك حرية الخيار، لكي يسلم أساتذتنا ومديرو وموظفو مدارسنا، وبالتالي لكي نشكل محيطا مدرسيا آمنا لتلامذتنا، يسمح لنا باستعادة أجواء التعلم المدمج الآمن، وإجراء الامتحانات الرسمية، والمحافظة على شهاداتنا الرسمية التي نفتخر ونفاخر بها”.
وختم: “شكرا لتجاوبكم وتعاون كل المستشفيات ومن بينها طبعا المستشفى اللبناني الكندي، وشكرا للعائلة التربوية التي اجتمعت فنجحت”.
بعد ذلك، بدأت عملية التلقيح للاداريين والأساتذة والنقابيين ورؤساء الروابط واتحاد المؤسسات ولجان الأهل، بإشراف المجذوب شخصيا الذي أعطى الأولوية للأساتذة للحصول على اللقاح، مشيرا الى انه سوف يتلقح عند وصول دوره “مثل اي مواطن، وان الأولوية اليوم هي للأساتذة”.