عاد التوتر الميداني ليكون سيد الموقف في المنطقة، فبعد استهداف الموساد الاسرائيلي لموقع نطنز في ايران تدحرجت عمليات التصعيد، فمن استهداف سفينة شحن اسرائيلية الى اصدار مجموعة “اولياء الدم” بيانا اعلنوا فيه انهم استهدفوا موقعا للموساد في شمال العراق، الى القصف الذي استهدف القوات الاميركية عبر طائرة استطلاع في مطار اربيل، وصولا الى تكثيف الحوثيون لضرباتهم ضد السعودية…
وبحسب مصادر مطلعة فإن ما يحصل لا يزال مضبوطاً، بإستثناء قرار طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة ٦٠ بالمية، وهو قرار قد لا تستطيع اي من الدول المعادية لايران تحمله.
وتعتبر المصادر ان تل ابيب تهدف من خلال استهدافها ايران وتصعيدها في المنطقة الى تحقيق امر اساسي هو عرقلة الاتفاق النووي، وها هي التصريحات الايرانية على رأسها تصريحات الولي الفقيه توحي بالتصعيد وعدم الايجابية في المفاوضات.
وتقول المصادر ان التصعيد في المنطقة وتحديدا ضد القوات الاميركية في العراق، والمصالح الاميركية في السعودية عبر استهداف ارامكو خلال يومين متتاليين، قد يؤدي ايضا الي تراجع الرغبة الاميركية بالتسوية النووية.
وتلفت المصادر الى ان الايام المقبلة ستكون حاسمة جدا، خصوصا ان الرد الايراني على تفجير نطنز لم يحصل بعد وهو الذي سيحدد مستقبل المفاوضات النووية، ففي حال عدم حصول رد سريع فذلك قد يساعد في تسريع الاتفاق مع واشنطن.
لكن المصادر تؤكد ان طهران تتجه للرد سريعا على اعتداء نطنز من دون اي اعتبارات او حسابات، خصوصا ان تل ابيب اعلنت بطريقة غير رسمية عن مسؤوليتها عن التفجير وهذا ما قد تستغله اسرائيل للتصعيد، لكن يبقى الانتظار سائدا بمعرفة طريقة الرد ومكانه.
وتسأل المصادر هل يتولى “حزب الله” الرد عبر عملية امنية او عسكرية من لبنان او سوريا؟ تشير المصادر الى ان الحزب لا يرى ان هناك مصلحة في التصعيد من الساحة اللبنانية، علما انها ساحة رادعة لاسرائيل والتصعيد عبرها يحسب له الف حساب.
وتضيف المصادر ان الحزب سيرد على قتل اسرائيل لاحد عناصره علي كامل محسن لكن بالتوقيت الذي يراه مناسباً، اما ايران فهي من سيرد مباشرة على تفجير نطنز وليس بالواسطة..
من هنا، يبدو ان المنطقة تمر بلحظة سياسية صعبة للغاية وقد تكون لحظة ميدانية خطيرة خصوصا ان عدم الوصول الى اتفاق بين طهران وواشنطن يعني ان الايرانيين سيرفعون اكثر نسبة تخصيب اليورانيوم وهذا ما لا يمكن لتل ابيب تحمله….