بين المبادرتين الفرنسية والروسية: هذه احتمالات النجاح والفشل

21 أبريل 2021
بين المبادرتين الفرنسية والروسية: هذه احتمالات النجاح والفشل

في حين تنكفئ المبادرة الفرنسية تدريجياً بعد عجزها المستمر عن اقناع القوى السياسية اللبنانية بصيغ الحل المطروحة، يتقدم في الساحة الاعلامية والسياسية ما يشبه المبادرة الروسية، من دون ان يكون هناك اي اعلان رسمي حول الموضوع..


لكن النشاط الروسي المستجد في الساحة اللبنانية والذي تخطى للمرة الاولى النظرة الروسية للبنان من منظار مصالحها في سوريا، يوحي بأن الاسابيع المقبلة ستشهد تبلورا لمبادرة روسية لحل الازمة في لبنان، فما هي احتمالات نجاحها وما الفرق بينها وبين المبادرة الفرنسية؟

ووفق مصادر مطلعة فإن المبادرة الروسية تتفوق على المبادرة الفرنسية بالمستوى الاقليمي لانها تحظى بدعم ايراني كامل، كما ان علاقة روسية المصلحية مع المملكة العربية السعودية تتطور بسرعة وبالتالي قد يكون هناك امكانية لفتح نقاش جدي مع الرياض.

وتقول المصادر ان  موسكو بعكس باريس ليست مستعجلة لحل الازمة اللبنانية وتعمل ببطء وهدوء شديد في حين ان ضغط الوقت يجعل من فرنسا مربكة وتخطو خطوات متسرعة وخاطئة.

وترى المصادر انه في حين ان المبادرة الفرنسية محصورة بمسألة تشكيل الحكومة اللبنانية وتوازناتها، لكي يليها بدء تنفيذ بنود مؤتمر سيدر، فإن المبادرة الروسية شاملة بشكل كبير وتتضمن بنود مرتبطة بعلاقات لبنان الخارجية ومسألة النازحين والموضوع الاقتصادي.

وتشير المصادر الى ان موسكو تلتقي مع باريس بالنظرة التقليدية للحكومة في لبنان، اي ان هناك احترام للتوازنات السياسية، كما هناك رغبة بأن تكون الحكومة من الاختصاصيين الذين تسميهم الاحزاب السياسية على ان يترأس الحكومة الرئيس سعد الحريري…

اما في موضوع المساعدات، فإن موسكو لديها رغبة بالاستثمار في مجالات حيوية في لبنان، وهذه الاستثمارات ستكون بمثابة الدعم المالي والاقتصادي كونها ستوفر فرص عمل للبنانيين، في حين ان المبادرة الفرنسية تقوم على دفع قروض مالية تم اقرارها في مؤتمر سيدر لتأمين الحاجات الاساسية للبنانيين، اضافة الى استثمار شركات فرنسية في قطاعات خدماتية مثل الكهرباء.

وبحسب المصادر فإن المرحلة القريبة لن تشهد انتهاء او موت المبادرة الفرنسية ولن تشهد بالتالي تبلورا كاملا للمبادرة الروسية، اذ ان الحدثين سيكونان متزامنين تقريبا.. وبانتظار هذا تدخل الطرف او ذاك تستمر معاناة اللبنانيين من دون توقف..