غابت زحمة الزوار عن قلعة بعلبك وغاب معها كل شي، فالمهرجانات الدولية التي تقام كل عام توقفت بفعل أزمة “كورونا”، وإستعيض عنها العام الماضي بحفل من داخل أرجاء باحة معبد باخوس من دون جمهور، في رسالة صمود للشعب اللبناني خلال فترة الحجر في تموز الفائت، وهي بحكم الملغاة هذا العام أيضاً بفِعل الجائحة التي تضرب العالم أجمع. ومع غياب المهرجانات يفتقد سوق بعلبك والمطاعم المحيطة حركة السياح التي كانت تشكل دافعاً أساسياً لإقتصاد المدينة، فالجميع كان ينتظر هذا الموسم بفارغ الصبر ليعوّض خسارته خلال الأيام السابقة، فكيف بالحال اليوم والخسارات تتوالى وتتراكم والحركة السياحية في حالة ثبات ومتوقفة حدّ الإنقطاع؟
لا يشبه المنظر الذي كانت عليه القلعة وعند مدخلها ما هو عليه اليوم، عشرات البسطات الصغيرة والعربات التي تبيع تذكارات وهدايا وتحفاً مزخرفة تحاكي تراث مدينة بعلبك وقلعتها إختفت من أمام المدخل الرئيسي وعلى الطريق الممتدّ من وسط السوق وصولاً حتى القلعة، وإقتصرت على بعض المحال التي تبيع الأدوات التراثية والتحف التي لا تزال تفتح أبوابها أمام الزائرين، فهي تحمل رائحة الذكريات التي تحاكي الماضي والزمن الجميل. ويشير علي بيان، صاحب أحد المحلات المحيطة بالقلعة لـ”نداء الوطن” الى “أن الأوضاع اليوم لا تشبه الماضي أبداً، فالقلعة لا يزورها أحد من السياح الأجانب أو أبناء المدينة ومن المحافظات اللبنانية منذ أكثر من سنة بسبب جائحة “كورونا”، إضافة إلى أوضاع الناس المعيشية الصعبة، فنحن إعتدنا على أهالي المدينة والبلدات المجاورة زيارة القلعة وإعادة الحياة إلى أحجارها، وكانت تشهد خلال أيام العطل زحمة كثيفة لكنها اليوم فارغة، ونحن نفتح محالنا لأنّها ملك لنا وليست بالإيجار، ولو كانت كذلك لأفرغنا بضاعتنا وبحثنا عن عمل آخر منذ زمن”، مضيفاً بـ”أن الإقبال على شراء الأنتيك والتحف والتذكارات صفر، لا سيما بعد تأثير سعر صرف الدولار على الأسعار التي زادت بنسب عالية تفوق الخمسة أضعاف”.