كتبت “النهار”: “اندفاعة فرنسية جديدة حيال الوضع في لبنان كان من دلالاتها البارزة أن باريس لم ترهن بدء إطلاق آلية العقوبات على المسؤولين اللبنانيين المتورطين في تعطيل الحل الداخلي بموافقة جماعية للاتحاد الأوروبي بل بدأتها منفردة لإثبات جديتها في متابعة الملف اللبناني كأولوية للسياسة الخارجية الفرنسية. وسيكون من المهم رصد ردود فعل القوى اللبنانية على اختلافها حيال هذه الاندفاعة الفرنسية الجديدة ومدى تأثيرها على تذليل التعقيدات المتنامية في وجه تشكيل الحكومة الجديدة، علماً أن ثمة معطيات تؤكد أن زيارة النائب جبران باسيل لموسكو لم تؤد إلى أي تبديل في الموقف الروسي الداعم للرئيس سعد الحريري.
وأكدت موسكو تمسكها بالحريري لتأليف الحكومة، في تقاطع مع باريس وواشنطن غربياً ومصر عربياً بضرورة دعمه ومساعدته على تذليل العقد الكامنة في طريق التأليف. واللافت أن التقاطع هذا لا يقف عند دعم الحريري ودعم تشكيل حكومة اختصاصيين تتمتع بالصدقية لإرساء برنامج إصلاحات مع صندوق النقد الدولي تمهيداً للحصول على المساعدات، بل يذهب أبعد إلى حد الاجماع على أن المعطل الأساسي لقيام هكذا حكومة هو جبران باسيل. من هنا كان العمل على الضغط على الرجل للتراجع عن مطالبته بثلث معطل في الحكومة.
وتفيد المعلومات الموثوقة حول هذا الموضوع أن موسكو نسقت كذلك الموقف مع الفاتيكان، وقد فتحت خطوط التواصل مع البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي استقبل السفير الروسي قبل أيام لهذه الغاية