كتبت كلير شكر في ” نداء الوطن”: بينما يحاول الفرنسيون استخدام كل أدوات ووسائل الضغط المتاحة، يعود الأميركيون إلى الساحة اللبنانية تحت عنوان ترسيم الحدود، ولكن هذه المرّة من بوابة قصر بعبدا التي يبدو أنّها قررت التعاون مع الأميركيين في هذا المجال، وفق ما سبق لوكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل أن أبلغه إلى من التقاهم من لبنانيين خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت. وهذا عامل إضافي يثير انزعاج الحريري مما آلت إليه الأحداث.
بالفعل، يقول بعض المقربين من الحريري، إنّ ثمة تغييراً ما في لهجة رئيس الحكومة المكلف. لا يخفون انزعاجه من التطورات خصوصاً وأنّ الرأي العام لم يعد يعفيه من تهمة التعطيل، ويواجهه باللوم خصوصاً وأنّ التطورات تنذر بالأسوأ، ولو أنّه منذ لحظة تكليفه وضع سلسلة معايير وقواعد لم يَحِد عنها. إلا أنّ التعنّت الذي يواجهه من جانب الفريق العوني قد يضيّع المبادرة الفرنسية ويفشّلها، وهذا ما يخشاه الحريري. يكشف المقربون منه أنّه بصدد التدقيق بكل التطورات والمتغيرات وتحديداً مع الإدارة الفرنسية، ويراقب عن كثب ما يحصل في المنطقة، ولو أنّه مقتنع أنّ مهمة الحكومة العتيدة هي وقف التدهور وهو ليس متوهماً أنّها قادرة على إعادة الاستقرار الاقتصادي والمالي بين ليلة وضحاها، ولكنها قد تكون جسر عبور إلى مرحلة التفاهمات الاقليمية والدولية، أي أشبه بمرحلة اوكسجين لا أكثر. لكن سلوك الفريق العوني لا يوحي بأنّه بصدد القيام بهذه الخطوة أبداً. ولهذا يجزم المقربون من الحريري بأنّ ثمة شيئاً ما تغيّر في حسابات الأخير، لكن لا قرار نهائياً بعد بشأن الاعتذار. وقد تبيّن ان كثرا من المحيطين بالحريري راحوا يشجعونه خلال الساعات الاخيرة نحو الاعتذار طالما ان الموشرات تشي بأن لا حكومة قريبا، حيث يبدو ان رئيس الحكومة المكلف لم يعد ممانعا لهذا الخيار الذي بات على طاولة الدرس بانتظار ما ستفضي اليه زيارة وزير الخارجية الفرنسي.
المصدر:
نداء الوطن