هل دُفن طرح حكومة الإختصاصيين؟

12 مايو 2021
هل دُفن طرح حكومة الإختصاصيين؟

كتبت راكيل عتيق في ” الجمهورية”: تعتبر جهات سياسية أنّ كلّ ما يجري من عرقلة للتأليف، هدفه الوصول الى حكومة سياسية أو أقلّه حكومة تكنو – سياسية تتماشى مع «حزب الله» الذي لا تلائمه حكومة الاختصاصيين الصَرف، توضح مصادر من «الثنائي الشيعي» أنّ طرح نصرالله هذا لم يكن جديداً أو فردياً، فحتى بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط من دُعاة التسوية، ويؤيدان تأليف حكومة تكنو – سياسية، لأنّ المرحلة تتطلب تعاون الجميع مع الحريري وتحمُّلهم معاً مسؤولية الإنقاذ، خصوصاً أنّ هناك قرارات مهمة على الحكومة الجديدة اتخاذها، وإذا كانت مُدعّمة سياسياً، ستتمكّن من الإنجاز بطريقة فعّالة وسريعة أكثر.

وتقول أوساط قريبة من عون: «لا شك في أنّ الأوضاع العامة تفرض تحصين أي حكومة ستأتي، لكن هذا لا يعني أن تكون حكومة سياسية مئة في المئة، بل سبق أن طُرحت حكومة اختصاصيين مع تغطية سياسية بـ5 أو 6 وزراء، وإنّ الوضع وصل الى مرحلة يتطلّب حكومة قوية، ولكي تكون قوية يجب أن تكون محصّنة، ولكي تكون محصّنة يجب أن تحصل على تغطية سياسية أساسية في مجلس النواب، فهناك إجراءات وإصلاحات وخطوات صعبة يجب أن تتخذها، وإذا لم تمتلك الغطاء السياسي، لن تتمكّن من العمل». في المقابل يبقى الحريري الوحيد حتى الآن، المتمسّك بحكومة اختصاصيين غير حزبيين مَحض، رافضاً لأي مشاركة سياسية مباشرةً فيها، وذلك انطلاقاً ممّا يطلبه المجتمع الدولي الذي هو من سيدعم هذه الحكومة ويساعدها لاحقاً والتزاماً بالمبادرة الفرنسية، وفق ما يقول فريقه.

في المقابل، ترى جهات سياسية أنّ روح المبادرة الفرنسية غير متعلّقة بشكل الحكومة بمقدار ما هي مرتبطة بالإصلاحات الواجب على هذه الحكومة أن تجريها، وأنّ التعاطي مع أي حكومة سيجري وفق التزامها هذه الإصلاحات وليس وفق شكلها، خصوصاً أنّ خروقات عدة سبق أن طاولت المبادرة الفرنسية ولم يسحب الفرنسيون مبادرتهم أو وعدهم بالدعم بعد التأليف، معتبرةً أنّ عدم التدخل الفرنسي أخيراً في مسار التأليف وتفاصيله يفتح المجال أمام الأفرقاء بالوصول الى حكومة يتوافق عليها اللبنانيون وتلائمهم.كذلك تشير أوساط عون الى أنّ «فكرة الحكومة السياسية لا يطرحها أحد، بل أن تكون حكومة اختصاصيين محصّنة سياسياً». وتسأل: «إذا اتفق اللبنانيون عليها لماذا سيعترض الفرنسيون فيما أنّهم يقولون إنّ التأليف شأن داخلي؟». وتوضح أنّ «روح المبادرة الفرنسية تبقى موجودة من خلال وزراء اختصاصيين غير حزبيين، لكن تأمين غطاء سياسي لها ليس خطأ في هذه المرحلة حيث البلد على كف عفريت، فإذا في وضع كهذا لم يضع جميع الأطراف أيديهم بأيدي بعض متى سيقفون معاً؟».أمّا أوساط الحريري فتقرّ، بعد تعذُّر التأليف، بأنّ البلد قد يصل الى مرحلة تفرض تأليف حكومة تكنو – سياسية أو حتى سياسية بالكامل، وتقول: «حينها يكون الحريري أمام خيارين: إمّا القبول بحكومة كهذه أو الإعتذار عن التأليف».

المصدر:
الجمهورية