“لا تقدّم ولا جديد” على صعيد الملف الحكومي وكل ما يثار من معلومات عن وجود اتصالات ومبادرات جديدة لا يعدو كونه “مجرد تحليلات وتكهنات لا ترتكز إلى أي معطى ملموس على أرض الواقع”… بهذه العبارة اختصرت مصادر مواكبة لملف التأليف حال المراوحة المستحكمة بالبلد، مؤكدةً أنّ الأطراف لا تزال عند مواقفها المعروفة ولم يحدث أي خرق يُعتد به في جدار الأزمة.
وعشية دخول البلاد في عطلة عيد الفطر، لا تزال البلاد تنزلق بسرعة نحو تصاعد متاهات الفوضى التي تتسبب بها أزمات الخدمات وفقدان السلع والأدوية واستفحال ازمة توزيع البنزين والمحروقات فيما تنذر ازمة الكهرباء بتطورات خانقة دراماتيكية ما لم يتم تدارك الامر باجراءات عاجلة استثنائية. وفيما يتفاقم الشلل السياسي وتبدو افق معالجة الازمة الحكومية كأنها سدت تماماً مع سقوط كل محاولات الوساطات لجمع رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف زادت مظاهر الفوضى المعيشية والخدماتية امس عشية اليوم الأول من عيد الفطر غدا الخميس.
الخيارات امام الحريريإذاً، لم تسجل اي اتصالات اوتحرك لاختراق الجمود الحاصل بعملية تشكيل الحكومة الجديدة وبقي كل شي على حاله في حين توقعت مصادر سياسية ان تستمر الازمة الى مابعد عطلة عيد الفطر المبارك وقد يتخللها تبادل التهاني بالعيد بين الرئاسات الثلاث،ماقد يفسح بالمجال امام الاتفاق على اعادة حرارة الاتصالات لاعادة تحريك عملية تشكيل الحكومة من جديد واخراجها من دائرة المراوحة والتجاذب السياسي والتعطيل المبرمج، لا سيما بعدما سمعت جميع الاطراف كلاما من وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان يعبر عن استياء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من تأخير انجاز التشكيلة الحكومية وان الفرنسيين يتهجون للتعبير عن هذا الاستياء بالمبادرة لفرض تدابير وإجراءات عقابية بحق السياسيين المتهمين بالعرقلة للتشكيل، الامر الذي قد يشكل حافزا للجميع لاعادة النظر بمواقفهم وشروطهم من عملية تشكيل الحكومة الجديدة.وتتعدّد الخيارات الموضوعة على طاولة الرئيس المكلف سعد الحريري من دون حسم أيّ قرار حتى اللحظة. وتشير المعطيات التي يؤكّدها المقرّبون من الحريري عبر “النهار”، إلى أنّ كلّ الخيارات لا تزال قائمة، بما فيها الاستمرار وعدم رمي ورقة التكليف، والإصرار على محاولة إحداث خرق في المشهد الحكومي كفرصة للإنقاذ من جهة، والاعتكاف كخيار يُتداول داخل فريق الرئيس المكلّف من جهة ثانية، واحتمال الاعتذار الذي لا يزال مطروحاً على الطاولة، والذي لا يزال يُدرس ويُناقش مع أعضاء كتلة “المستقبل” النيابية، لكنه لا يزال مجرّد احتمال ولم يتحوّل إلى قرار حتى اللحظة. لكن، يبدو أنّ الحريري لا يزال يراهن على أنه لا تزال هناك فرصة لإحداث خرق في المشهد الراكد. وأكد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار لـ”اللواء” أن الرئيس المكلف يضع جميع الخيارات أمامه على الطاولة وما من خيار مستبعد حتى خيار الاعتذار لكنه لا يزال حتى الآن مصرا على تأليف حكومة اختصاصيبن لا ثلث معطلا فيها.في المقابل، افادت مصادر مطلعة عل موقف رئيس الجمهورية لـ”اللواء” أن هناك تقييما معينا يتم للمسألة الحكومية في ضوء المبادرة الفرنسية وزيارة لودريان وموقف الأطراف السياسية وعودة السفير البخاري وموقف الرئيس المكلف.وأكدت مصادر مطلعة على موقف بعبدا لـ”البناء” أن “الرئيس عون يفضل الانتظار وتسيير الأمور بالحكومة القائمة على خيار تأليف حكومة ينال الحريري فيها النصف زائداً واحداً لا سيما في حال لم يتم الاتفاق على رئيس للجمهورية سترث الحكومة صلاحيات الرئاسة الأولى”.ونقل زوار الرئيس عون أنه “أبدى كل استعداد للخروج من الأزمة الراهنة، وهو يعمل في هذا الاتجاه ويده ممدودة للتعاون مع الجميع لإنقاذ لبنان”. وأشار الزوار الى أن “عون يولي الملفات الاقتصادية والحياتية الاهتمام الرئيسي ويسعى الى دعم القطاعين الزراعي والصناعي وتوفير التسهيلات اللازمة لهما، لأنهما يشكلان رافعة للاقتصاد الوطني”. وعن موضوع الدعم، قال عون: “هذه المسألة دقيقة وتحتاج الى معالجة وطنية متكاملة وشاملة، وليس إجراءات وتدابير متفرقة لا تحقق النتائج المرجوة منها. والتعاون بين مختلف الوزارات والإدارات والهيئات ضروري كي لا تذهب أموال الدعم الى غير مستحقيها”.