استمرت تداعيات موقف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبة، إزاء دول الخليج والمملكة العربية السعودية خصوصاً، بالتفاعل حتى ساعات متأخرة من ليل الثلاثاء. وحسب المعلومات، فإنه بموازاة إصدار الخارجية السعودية بياناً أكدت فيه استدعاء السفير اللبناني في الرياض، فوزي كبارة، وسلمته رسالة احتجاج على ما أقوال وهبة، كانت الاتصالات اللبنانية السعودية مستمرة للبحث في حلّ المشاكل التي قد تنجم عن هذا الموقف. وحسب ما تشير مصادر متابعة لـ”المدن”، فإن رسالة الاحتجاج السعودية تضمنت رفضاً لموقف الوزير، وتأكيداً بأن هذا الموقف من شأنه أن يؤثر على علاقات لبنان بدول الخليج، ولا بد من تصحيحه وتصويبه.
طلب اعتذار
وتؤكد المعلومات أن هذه الإتصالات تركزت على ضرورة سحب فتيل الأزمة، من خلال مطالبة وزير الخارجية شربل وهبي بالتوقف عن أداء مهامه في تصريف الأعمال، وإصدار بيان اعتذار علني من المملكة العربية السعودية، أو طلب موعد من السفير السعودي لتسليمه اعتذاراً خطياً.
وتكشف المعلومات أنه صباح يوم الثلاثاء، وعلى إثر الغضب الذي أثاره موقف وهبة، توجه الوزير إلى قصر بعبدا، للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. وقد برر الموقف الذي اتخذه بأنه دفاعاً عن رئيس الجمهورية.
وتكشف المعلومات أن وهبة توجه لعون بالقول: “يا فخامة الرئيس، إذا ما أردت مني أن أستقيل من تصريف الأعمال فأنا جاهز لهذا الأمر”.
وتؤكد المعلومات أن عون طلب من وهبة التريث، وعدم الإقدام على هذه الخطوة، بانتظار البحث عن صيغ لحلّ المشكلة.
كذلك تم تنسيق البيان الذي أصدره المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية واعتبر فيه أن موقف وهبة يمثله شخصياً، ولا يمثل لبنان ولا رئيس الجمهورية.
قرار رئيس الجمهورية
استمرت الإتصالات والمشاورات بحثاً عن مخرج، وتشير المعلومات إلى أن السعودية في موقفها بتسليم رسالة احتجاج فقط، ترك الباب مفتوحاً أمام معالجة الأزمة، إذا اتخذ لبنان الخطوات اللازمة.
وتؤكد المعلومات أن السعودية لم تحدد ما هي هذه الخطوات، فيما كانت هناك آراء لبنانية تشدد على وجوب توقف وهبة عن أداء مهامه كوزير للخارجية، وتسليم مهامه إلى وزير آخر. هذه الضغوط اللبنانية دفعت بوهبة إلى التفكير جدياً بالاستقالة من تصريف الأعمال، أو بالحدّ الأدنى الامتناع عن التوجه إلى مكتبه في وزارة الخارجية، وتسيير الأعمال الإدارية، بانتظار صيغة الحل التي سيتم التوصل إليها.
بينما كان وهبة يقول في أوساطه إنه في حال كان المطلوب منه أكثر من قدرته على التحمل فإنه سيفضل الاستقالة.
في المقابل، قالت مصادر أخرى إن مقربين من رئيس الجمهورية ضغطوا في سبيل تنحي وهبة عن ممارسة مهامه، وبالتالي استقالته من تصريف الأعمال.
وتقول المصادر إن الأمر ترك حتى صباح يوم الأربعاء حتى يبت به رئيس الجمهورية، والذي قد يطلب من وهبة التنحي.
وتشير المعلومات إلى أن مقر السفير السعودي في اليرزة سيكون مفتوحاً يوم غد، لاستقبال وفود متضامنة مع المملكة، ورافضة لموقف وزير الخارجية.