تجدد النقاش بشأن ملف النازحين السوريين

21 مايو 2021
تجدد النقاش بشأن ملف النازحين السوريين

لم تكن التطورات السياسية والميدانية التي واكبت امس انتخاب النازحين السوريين في السفارة السورية في بيروت، سوى دليل اضافي على ربط جميع الاطراف لمسألة عودة هؤلاء الى بلادهم بالكباش الاقليمي الحاصل اليوم والذي يرافق المفاوضات بين دول المنطقة.
 
في الاشهر الاخيرة، عمم حلفاء سوريا في لبنان سردية سياسية تقول بأن عرقلة اعادة النازحين السوريين الى بلادهم تهدف بشكل اساسي لسلب الرئيس السوري بشار الاسد القدرة على تعزيز شرعيته السياسية قبل الانتخابات الرئاسية.
 
وبالتالي، قد تكون الاحتفالية التي ترافقت مع انتخاب السوريين في الخارج مرتبطة بهذا الفهم لازمة النزوح السوري السياسية، اي ان دمشق ارادت القول بأن شرعية الاسد الشعبية يمكن استحصالها حتى وان بقي النازحون خارج بلادهم.
 
لكن على هامش هذه الانتخابات، والاشكالات التي رافقتها، برزت تصريحات سياسية تحت مظلة الدفاع عن النازحين اوحت بأن البعض يمهد لتحسين وضعيته السياسية “مستقويا” بالعودة السورية الى الساحة اللبناتية، فبعيدا عن طبيعة الاشكالات التي حصلت على الارض والاهداف الكامنة خلفها، عادت بعض القيادات المرتبطة بدمشق الى رفع سقف خطابها السياسي الى حد بعيد.
 
ولعل تصريحات رئيس تيار التوحيد وئام وهاب هي الاكثر دلالة على “الواقع التسووي المتنامي” بين دمشق والرياض، وشعور بعض حلفاء سوريا بعودة “المجد الضائع”.
 
وبحسب مصادر مطلعة فإن الاستعراض الشعبي الذي حصل، يراد منه القول ان ورقة النازحين ليست في يد معارضي دمشق بل على العكس، اذا اراد احد ان يستفيد من وجود النازحين في بيروت فهي الدولة السورية التي اثبتت ان مناصريها ومؤيديها موجودون في مختلف المناطق اللبنانية.
 
في المقابل، ارادت اطراف اخرى اثبات وجودها الشعبي والسياسي في ظل التسويات الحاصلة، فكانت التظاهرات المضادة التي ادت الى اشكالات كبرى وكادت تؤدي الى انفلات الوضع الامني في اكثر من منطقة لا سيما في منطقة نهر الكلب..
 
ووفق المصادر فإن موسكو ستسعى خلال الفترة المقبلة الى تفعيل مبادرة اعادة النازحين السوريين، وهذا ان دل على شيء فعلى الكباش الدولي الحاصل حول هذا الملف والذي قد يستمر للاشهر المقبلة بالتوازي مع المفاوضات الاقليمية.
 
وتعتقد المصادر ان” القوات اللبنانية” مثلا، لا ترغب بأن تكون بعيدة عن المطالبة بإعادة النازحين كي لا يسجل العهد انتصارا في هذا المجال ، في حال تم تفعيل مسار اعادتهم الى بلادهم، من هنا يمكن قراءة الخطاب السياسي العالي السقف لرئيس الحزب سمير جعجع..
 
اذا يبدو ان ملف النازحين قد يعود الى واجهة الصراعات الداخلية والمناكفات الاقليمية، وسيكون في المرحلة المقبلة ضمن اطار الكسب الشعبي والسياسي لهذا الفريق او ذاك.