ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
“البداية من فلسطين التي أظهرت في الأيام العشر الماضية مدى شموخ شعبها وعنفوانه في التصدي للعدوان الغاشم عليها وأثبتت للعالم ان هذا الشعب هو عصي على الكسر والهزيمة. لقد استطاع هذا الشعب بصموده وصبره أن يمنع العدو الصهيوني من أن يحقق الأهداف التي أرادها من عدوانه، فلم يتمكن من أن يوقف إطلاق صواريخ المقاومة على مستوطناته ومدنه ولا الحد من مسيرات الاعتراض على احتلاله واذلاله، واستطاع بذلك أن يرسم معادلة جديدة لا تراجع عنها وهي ان لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل لهذا الكيان ان لم يحصل الشعب الفلسطيني على الأمن والاستقرار والحرية والأمل بالمستقبل لأبنائه”.
وقال: “نعود إلى لبنان الذي يستمر التأزم فيه على الصعيد المعيشي والاقتصادي على مستوى الغذاء والدواء والمحروقات والكهرباء من دون أن يبدو أن هناك أي بارقة أمل تخرج هذا الوطن من الانهيار الذي من الواضح اننا سنصل إليه. ولا تزال الحكومة التي تشكل وسيلة الخلاص لما يعانيه البلد والشرط الوحيد لمساعدة لبنان ممن يريد مساعدته من الخارج أسيرة المناكفات والصراعات وتبادل الاتهامات بين المعنيين بتأليفها، أو بانتظار ما يأتي من الخارج، فيما يستمر المشهد على حاله حيث من المؤكد أن ليس هناك من أحد من المسؤولين في وارد التنازل للآخر. وإذا كان هناك من يسعى لتحريك المياه الراكدة من خلال مجلس النواب، فإننا نرى أن هذه الخطوة لن تؤدي إلى شيء في ظل الانقسام الداخلي، وليس هذا هو الطريق المناسب لتأليف الحكومة، فالطريق لها واضح وهو التواصل المباشر والاستعداد لتقديم التنازلات لحساب وطن على الجميع العمل لكي لا يتداعى”.
وختم محذرا من “العنف الذي تم التعامل به من قبل البعض مع الإخوة السوريين والذي أثيرت معه الأحقاد والعصبيات واستنفار الغرائز بما يسيء إلى العلاقة بين الشعبين اللبناني والسوري ويترك آثاره السلبية على الداخل اللبناني”.