حسابات دولية لانتخابات نيابية استثنائية

3 يونيو 2021
حسابات دولية لانتخابات نيابية استثنائية

كتب جوني منير في “الجمهورية”: هنالك في السلطة من يعتقد أنّ ما يحصل الآن هو في اطار الضغط الخارجي، لأنّ العواصم الكبرى لن تقبل بتحلّل لبنان وزواله، وبالتالي، هنالك خط احمر لن يتجاوزه احد. واستطراداً، فإنّ هذه العواصم التي تعمل على حماية الجيش اللبناني، تدرك جيداً أنّ الانهيار لن يتخطّى خطاً مرسوماً ومحدّداً بعناية. صحيح انّ الناس ستدفع الثمن غالياً، لكن مساحة النفوذ داخل السلطة لا يجب ان تتأثر.

ووفق هذه الحسابات، فإنّ الاستمرار في الأزمة الحكومية الى ما شاء الله مسألة محتملة جداً. والى جانب هذه الازمة سينشب نزاع آخر له علاقة بطرح تعديل قانون الانتخابات، وهو ما سيحدث في فترة ليست ببعيدة.وقيل انّ هذا الطرح سيتضمن الدعوة الى اقتراح وجود صوتين تفضيليين، اضافة الى توسيع الدوائر الانتخابية، وثالثاً لخفض نسبة الحاصل الانتخابي. سيسيل لعاب بعض القوى لهذه التعديلات بسبب تراجع شعبيتها، فيما سترفضها قوى اخرى وبشدة.

هذا الجدل الى جانب الازمة الحكومية سيدفعان الى عدم الدعوة للذهاب الى الانتخابات، وفي الوقت نفسه لن تنجح محاولات التمديد للمجلس النيابي، والذي هو في حاجة الى ثلثي الاصوات. ومعه يتحدث هذا السيناريو عن انهيار مؤسسة المجلس النيابي الى جانب مجلس الوزراء. هو سيناريو خيالي ولكن يجري التداول به في الكواليس الضيقة، مع الاشارة الى واقع اعادة تركيب المنطقة بدءاً من سوريا. لكن ثمة حسابات مختلفة تماماً في العواصم الغربية.في اختصار، فإنّ الانتخابات النيابية المنتظرة قد تكون مجرد استحقاق نيابي لبناني داخلي في منظارنا، لكنها تشكّل حداً فاصلاً بين مرحلة واخرى بالنسبة الى العواصم الغربية، تماماً كما كانت انتخابات العام 2005. يومها، ورغم حدوث زلزالين كبيرين هما اغتيال رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان، حصلت هذه الانتخابات بقرار دولي. ثمة شيء مشابه الآن، ولكن الزلزال هو اقتصادي ومالي.واستطراداً، فإنّ الانتخابات المبكرة من دون تحضير المسرح اللبناني لن تعطي الفائدة المرجوة، ذلك انّ المطلوب توازنات نيابية جديدة ومعادلة سياسية اخرى في مجلس النواب، ولكن مع الاعتراف بـ»حزب الله» كقوة اساسية موجودة، اي تعديل الغالبية النيابية ولكن من دون الذهاب الى مواجهة مع «حزب الله»، بل على العكس في مقابل الاعتراف به.لذلك، تبدو العواصم الكبرى مصمّمة على حصول الانتخابات النيابية في لبنان مهما حصل. وبخلاف عدد من الحسابات فإنّ الرهان الغربي هو على ظهور طبقة سياسية نيابية جديدة.في منتصف هذا الشهر سيلتقي الرئيسان الاميركي والروسي في قمة هي في غاية الاهمية. صحيح انّ البنود والمشكلات كثيرة ومتعددة، لكن هنالك بنداً يتعلق بسوريا وضمناً سيطاول لبنان.