هل بات على “حزب الله” أن يختار بين الحريري وباسيل؟

4 يونيو 2021
هل بات على “حزب الله” أن يختار بين الحريري وباسيل؟

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: يطرح احد المدافعين عن الرئيس المكلف سعد الحريري والمشككين بنوايا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعداً اقليمياً دولياً للواقع اللبناني محذراً من ان اعتذار الحريري في حال حصل، وهو احتمال وارد، فلن تليه حكماً استشارات او تكليف وسينقل لبنان من وصاية ايرانية ليعيد نفوذ سوريا بتزكية اميركية روسية ومباركة عربية.

بتفسير المصدر ان اولى اشارات استياء “حزب الله” جسدها بالوفد الذي اجتمع مع باسيل والذي لم يقتصر على شخص المعاون السياسي لـ”حزب الله” الحاج حسين الخليل بل رافقه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا في محاولة للضغط خصوصاً وان امينه العام، وبحسب ما فهم المصدر، وضع الحزب على مسافة واحدة من الطرفين بشكل غير مباشر. وبحسبه اذا اعتذر الحريري، وامكانية ذلك مرجحة لاسباب عدة، فالخطوة الثانية لن تكون حكماً استشارات لتكليف رئيس جديد. فماذا ستكون اذاً؟

يقول: اذا اتجه البلد نحو الفراغ فمعناها يجب ان نعرف الى اين يمكن ان يؤدي بنا هذا الاعتذار نحو استقالات من مجلس النواب ام ماذا؟ يخالف المصدر كل القائلين ان عقبات تشكيل الحكومة داخلية صرفة متقصداً ان يذهب ابعد في تحليله الى المشهد الاقليمي الدوليبرأيه ان الحريري يشكل آخر فرصة لاستمرار النظام اللبناني الذي نعرفه، لان باسيل يريد العودة بلبنان الى نظام رئاسي لما قبل الطائف وهذا لن يقبل به حتى الثنائي الشيعي، فضلاً عن كونه اول زعيم سني ولن يتبرع ليكون”خزمتشي” عند باسيل. واذا كان “حزب الله” يتطلع ويحرص على التوافق السني الشيعي فهذا الهدف لا يمت لباسيل بصلة وبالتالي على “حزب الله” ان يختار بين الحريري أو باسيل. في الماضي كان مع الطرفين سوية واليوم عليه ان يختار بين هذا او ذاك. يرجح الكفة باتجاه خيار الحريري معللاً ذلك بالقول ان ايران قد تضحي بالحليف المسيحي لحاجتها الى تحسين علاقتها مع السنة في المنطقة وبالاخص مع الدول القريبة كمصر وقطر وتركيا ولا مصلحة لها لان تكون شريكة مع حليف همه مواجهة السنة. كانت الحاجة اليه يوم كانت ايران في مواجهة التطرف السني وانما اليوم ستبحث عن شريك علاقته ايجابية مع الغرب وليس معاقباً اميركياً.باعتقاده ان باسيل يخوض آخر معاركه حالياً، حتى الفاتيكان بات مهتماً بالوضع الاقتصادي في لبنان لقلقه على هجرة المسيحيين وان اكبر ضمانة للوجود المسيحي هو التفاهم مع الشركاء الاًخرين وهو عنصر يفقده باسيل الذي لا تجمعه علاقة طيبة مع اي فريق باستثناء “حزب الله” بينما للحريري من يؤيده حتى في الداخل المسيحي من حزب الطاشناق الى المردة الى القومي.المفترض برأيه اما الضغط على باسيل للعودة الى الطائف او يقع الاعتذار ويدخل البلد في المجهول ولن نشهد حكماً استشارات جديدة ولا تكليفاً لان اي شخصية سنية لن تقبل ان تكون مثيلاً لحسان دياب او بديلاً عن الحريري بمن فيهم سنة المعارضة ممن لم نسمع صوتاً من بينهم يؤيد باسيل على حساب الحريري. حسب رؤيته ان آخر ما تبقى لباسيل هو حبل نجاة يؤمنه وفيق صفا وبعد 16 حزيران فلبنان في حال فشلت مساعي الضغط هذه سيصبح حكماً تحت عنوان العلاقات الروسية – الاميركية بينما لا يزال لغاية اليوم تحت عنوان العلاقة الاميركية الايرانية خصوصاً اذا استمرت ايران بعدم تدخلها مباشرة وحينها ستذهب ايران وتعود سوريا بتأييد هذه المرة من مصر والامارات والعراق.